طلب النائب العام من البنك المركزي رفع التحفظ على أموال وحسابات شركة «بوتيكات» لدى كل البنوك المحلية في منتصف الأسبوع الماضي.
وقد نشرت جريدة «القبس» خبرا بعددها الصادر يوم الاثنين 28 فبراير 2021، حول التقارير النهائية للنيابة العامة بشأن تطبيق «بوتيكات» والذي خلا تماما من شبهة غسيل الأموال.
فمع اختلافنا أو اتفاقنا مع الشركة ونشاطها وأساليبها الإعلامية، إلا أننا نتحدث عن شركة كويتية تكنولوجية كانت رائدة وصاعدة وقدرت قيمتها السوقية بنصف مليار دولار (أعيدوا قراءة المبلغ جيدا).
شركة كويتية تعرضت ومسحت بالأرض وتم تدمير سمعتها بسبب «شبهة» غسيل أموال، استغلت إعلاميا للتغطية على أمور أخرى حدثت في الفترة الماضية وحتى لا تطفح على السطح.
شباب وشابات وأسر كويتية تم تشويه سمعتهم إعلاميا بسبب اتهام بلا دليل، ودون التأكد من نشاط الشركة وإجراءاتها وحجمها الحقيقي والمستثمرين الذين يشاركون بها.
والتساؤلات التي تطرح نفسها بعد أن تبين سلامة إجراءات الشركة ونظافتها وطريقة عملها: من يعوض الشركة وسمعتها التي اتهمت بغسيل الأموال بسبب وجود عدم فهم لطبيعة عمل الشركات الجديدة في سوق التكنولوجيا؟!
وان تم رفع دعوى قضائية لرد الاعتبار من قبلهم وهذا حقهم الطبيعي، فمن يعوض المال العام ما سيتكبده من خسائر؟!
ومن يعوض العاملين في شركة بوتيكات نتيجة تسريحهم من العمل بسبب تجميد حسابات الشركة والتي أصبحت غير قادرة على سداد رواتب موظفيها، وتكبد الشركة لخسائر خلال الفترة الماضية؟!
ومن يعوض الطموح العزيز والشاب المجتهد عبدالوهاب العيسى عن التشهير ومسّ سمعته الشخصية في كل مكان من أجل «شبهة» تبين عدم وجودها، مما منعه حتى من الترشح لانتخابات مجلس الأمة الأخيرة، فما حدث جعله يلغي الفكرة؟!
ألم نستفد من عدة تجارب سابقة بعد التشهير بالأشخاص والجهات وينتهي الأمر ببراءتهم؟
فإلى متى ونحن نركب الموجة ونساعد من يسيء لسمعة الآخرين؟!
من يركب الموجة اليوم لتشويه سمعة شخص (وان كنت تختلف معه) سيأتي يوم وتجد من يركب الموجة لتشويه سمعتك، فتوقف عن إطلاق التهم قبل صدور أحكام نهائية.
ومن ومن ومن.. والتساؤلات كثيرة والتي تدل على التخبط وسوء الإدارة في التعامل مع مختلف الملفات لنصل إلى حقيقة وهي التريث والتأكد والبحث والتحقق قبل إطلاق التهم جزافا.
مع العلم أن التحقيق في النيابة حق ولكن تدمير شركة كويتية تطرق الباب الخليجي لدعم الاقتصاد الكويتي فهذا غير مقبول أبدا.
المطلوب اليوم من الحكومة دعم المشاريع الصغيرة والتكنولوجية والتي تساهم في حركة الاقتصاد الكويتي وتخلق فرصاً وظيفية للشباب الكويتي لا محاربتهم وتدميرهم والإساءة لهم.
للأسف فنحن بدلا من أن نشجع المجتهد حتى ينجح، نحارب المجتهد حتى يفشل ومن ثم نتساءل لماذا نحن في تراجع.
وأختم رسالتي لعبدالوهاب العيسى بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك، أو يصرفوا عنك شيئا أراد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك.
Al_Derbass@
[email protected]