لا ينكر أحد أن أهم منبر من منابر الإسلام هو منبر المسجد لما فيه من تركز للمصلين وفي وقت واحد، وتوجيه المتلقي لأهم تعاليم دينه ولنصرة قضايا أمته وغرس القيم الإسلامية والأخلاقية والحياتية.
الآن لنعود إلى يوم الخميس الماضي وعند ذهابنا لأداء صلاة العيد في أحد مساجد جنوب السرة المصرح لها من وزارة الأوقاف لتنظيم مصلى العيد للنساء، إلا أننا فوجئنا بأن خطيب صلاة العيد قام بتقديم خطبة لا علاقة لها برمضان وختامه ولا بالعيد واستثماره.
بل أعتقد أن الخطيب عندما جاء إلى المسجد قد أخطأ طريق المسجد وظن أن المصلين من المهتدين الجدد، حيث ركزت خطبتاه الأولى والثانية على شرح أركان الإسلام، وأهمية العقيدة والتوحيد، وعدم التحزب والانصياع خلف الأحزاب الضالة، وأهمية التوحد خلف ولي الأمر وطاعته وعدم عصيانه، وعدم الانصياع خلف الحسابات الوهمية التي تثير الفرقة، واختتمها بالخطبة الثانية بأهمية طاعة الزوجة لزوجها!
لا أبالغ باستعراضي لمحاور الخطبة، فللأسف فعلا هذا ما جاءت به خطبة صلاة العيد والتي استغرقت ما يقارب الـ 15 دقيقة.
لا أحد ينكر أهمية العقيدة والتأكيد عليها فهي أساس الدين ولكن لكل مقام وحدث مقال.
كان من الأجدى على خطيب المسجد في صلاة العيد أن يحث المصلين على استثمار الطاعات التي حرصنا عليها في رمضان لما بعد رمضان من خلال طرح طرق عملية للاستمرار على الطاعة بعد رمضان.
كان من المهم طرح المواضيع التي لها علاقة مباشرة بصلاة العيد وفرحة العيد وسنن الأعياد وصلة الرحم والتسامح والتواصل.
فمعرفة الجمهور المستهدف، ووقت الخطبة ومناسبتها حتى تصل الخطبة إلى قلوب المصلين وتحقق نتائجها.
كان من الأجدى على خطيب العيد بدلا من خطبته التي أضاعت بوصلة العيد هو الدعوة إلى نصرة المسجد الأقصى وتحفيز المسلمين لاتخاذ خطبات عملية لنصرة المرابطين هناك فهو حدث الساعة.
خطيب المسجد أضاع فرحة ونكهة العيد بخطبته، مما أدى بالمصلين وللأسف الى ترك الخطبة في منتصف خطبته الأولى.
ومنا إلى وزارة الأوقاف للتركيز في إحياء المنابر وإعادة دورها الحقيقي وتأثيرها الملموس بخطط عملية قابلة لقياس نتائجها وتأثيرها على المجتمع والابتعاد عن الخطب المعلبة التي لا تسمن ولا تغني أرواح المصلين وعقولهم من جوع.
٭ تذكير: في 28 مارس 2021 وجه وزير الأوقاف السابق المستشار د.فهد العفاسي قطاع المساجد إلى ضرورة توفير مترجمين للغة الإشارة بمسجدين في كل محافظة، فأتوجه بسؤالي للسادة في وزارة الأوقاف عما تم في هذا الشأن؟
Al_Derbass@
[email protected]