أتابع مع من يتابع أخبار وأحداث الغزو الروسي على أوكرانيا، وسط تخاذل الغرب عن الوقوف مع الجانب الأوكراني وتركه للدب الروسي ليلتهمه بين ليلة وضحاها.
وأثناء متابعتي أتأمل وأتساءل عن الدروس التي يستلهما الإنسان ويجب أن تستفيد منها الدول مما يحدث في أوكرانيا الآن.
أدرك أن الواقع هو أن العلاقات بين الدول قائمة على المصالح لا المحبة، فمتى ما وجدت تلك المصالح المشتركة، وجدت المواقف الصلبة في الدفاع عنها.
وعلى طاري المصالح لنأخذ سويسرا على سبيل المثال، فهي دولة لا تملك جيشا، ولكنها تملك القوة، ولا يستطيع احد احتلالها، لماذا؟ لأنها تملك ثروات وأموال العالم في بنوكها.
فأوجدت سويسرا لنفسها ميزة تنافسية، جعلت العالم يقف إلى جانبها في حال تعرضت لأي عدوان أو تهديد.
ولنعد إلى الكويت، لو كانت للدول العظمى مصالح ومشاريع لما تجرأ صدام حسين على غزونا عام 1990، كما لو أنها لم تدرك بأنه من الممكن أن تكون هناك مصالح لها في الكويت لما سعت لتحريرها!
والآن.. السؤال هو كيف تستفيد الكويت تلك الدولة الصغيرة جارة تلك الدول العملاقة من ذلك الغزو الروسي على أوكرانيا، خاصة أننا لم نستفد حتى الآن من درس الغزو العراقي الغاشم؟!
اجزم بأن ذلك لن يكون إلا من خلال ربط استثمارات ومصالح الدول العظمى بمشاريعنا، فاليوم أمامنا مجموعة من الفرص، التي من خلالها ممكن إن أحسنا استثمارها لتمكنا من استقطاب القوى الدولية.
مثال على ذلك مشروع «مدينة الحرير» والتي يتهافت على الاستثمار فيها دول عظمى كالصين وبريطانيا وأميركا، والتي ستكون (إن وجدت) منطقة اقتصادية ذات أبعاد سياسية وأمنية واجتماعية.
أما الفرصة الثانية فهي السعي لاستثمار المورد النفطي في جعل الكويت عاصمة النفط في العالم.
الحقيقة أن الموضوع يحتاج إلى التركيز واتخاذ الموضوع على محمل الجد، والحسم والحزم في اتخاذ القرار، وتعاون السلطتين في مجلسي الوزراء والأمة في إقرار القانون والسعي نحو التنفيذ الفعلي على أرض الواقع بعيدا عن المصالح الشخصية.
فلنتعظ مما يحدث حولنا، ولنؤمن مستقبل الكويت وأجيالها، فأمن الكويت خط أحمر.
Al_Derbass@
[email protected]