منذ بدء اعتصام بيت الأمة، وأنا وكل مواطن نتابع ما يحدث في ذلك الاعتصام من أحداث وفعاليات.
أتابع هذا الحراك الشعبي منذ بدايته، وأتذكر حراك الدوائر الخمس بين البرتقالي والأزرق، والذي انتصر فيه الفريق البرتقالي بإقرار الدوائر الخمس، ثم ذلك الحراك الذي فضح القبيضة وأسقطهم في عام 2011.
حتى انطلقت لقاءات الدواوين، لدعم اعتصام بيت الأمة، وبحضور متزايد يوما بعد يوم، أتابع تلك الأحداث وأربطها بما رأيناه من صور وسمعناه من قصص لأحداث حراك دواوين الاثنين في الثمانينيات.
وكنت على يقين بنتيجة ما يحدث من الوصول إلى حل البرلمان، ولكن لا أعلم متى سيحدث، فهناك إرادتان لا يقف أمامهما شيء، إرادة الله وإرادة الشعب مهما طال الزمن.
وإذا انتفض الشعب ضد الفساد تحققت النتائج بإذن الله، فإذا الشعب أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر.
ولكن أهم ما يميز هذا الحراك التاريخي، هو التفاعل السريع والسامي للقيادة السياسية لاحتواء الأزمة السياسية، وإطفاء فتيلها ومتابعة تفاصيلها، والاستماع لمطالب أبنائهم والنزول لتلبية رغباتهم.
كما جاء في نص الخطاب السامي التاريخي في حياتنا السياسية لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، والذي ألقاه نيابة عن سموه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله،
وخصوصا الفقرة التالية: «قررنا مضطرين ونزولا على رغبة الشعب واحتراما لإرادته والاحتكام إلى الدستور أن نحل مجلس الأمة حلا دستوريا والدعوة إلى انتخابات عامة وفقا للإجراءات والمواعيد والضوابط الدستورية والقانونية».
إن أجمل ما في البيان هو دعم القيادة السياسية للإرادة الشعبية، وانتصارهم لها، والتقاء إرادة السلطة بإرادة الشعب.
فشكرا سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، ولعضده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد، على بيانكم التاريخي، وكلماتكم الثمينة التي ساهمت في إسعاد الكويتيين، بل وبثت في نفوسهم روحا من التفاؤل والأمل بقادم الأيام حتى أطلقوا على يوم الأربعاء 22 يونيو 2022 بالأربعاء الأبيض، بل وصفه البعض بيوم التحرير من الفساد والمفسدين.
شكرا للنواب المعتصمين ورواد الدواوين على حراكهم وصبرهم وتفاعلهم حتى تحقق الهدف بمكرمة أميرية سامية.
وختاما، ولتكتمل أفراح الشعب، فإنني أناشد صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين، حفظهم الله ورعاهم، إنهاء عاجلا لملف العفو بمكرمة أميرية سامية بعيدا عن الصراعات والتكسبات السياسية للسلطتين التنفيذية والتشريعية.
[email protected]
[email protected]
