نبارك لكم حلول شهر رمضان الفضيل وأحمد الله الذي منّ علينا بفضله وكرمه وبلغنا شهر رمضان، فبلوغه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى علينا. فكم من شخص افتقدناه في الأيام القليلة الماضية ولم يبلغه الله سبحانه وتعالى رمضان.
من الجميل أن نبدأ هذا الشهر المبارك بالتوبة النصوح ونفتح صفحة جديدة في حياتنا مع بداية شهر رمضان، حتى نقبل على الله بقلب أبيض ومتسامح مع الجميع، خال من الحقد والكراهية، وليعيننا على الطاعات والفوز بالجنة والنجاة من النار.
حتى نستثمر رمضان أفضل استثمار، علينا يا معشر الصائمين ان نبدأ رمضان هذا بأهداف محددة وواضحة وخطة مكتوبة، تعيننا على استثمار هذه الـ 720 ساعة. لنحقق ما نريد من إنجازات رمضانية ولنجعل رمضان هذا العام مختلفا عن كل رمضان، فما زلنا في ثاني يوم من أيامه، وما زالت الفرصة سانحة.
لتكن لدينا أهداف وخطة مكتوبة في ثلاثة جوانب أساسية. أولا تبدأ في الجانب الإيماني وهي علاقتنا بالله سبحانه وتعالى. وتحديد الأعمال التي سنقوم بها لجعل رمضان هذا العام مختلفا.
فكم ختمة أريد أن أختم القرآن؟ وأين سأصلي التراويح والقيام؟ وكم هو المبلغ الذي أريد أن أتصدق به للمحتاجين؟ وهل سأحافظ على السنن الرواتب وصلاة الضحى يوميا؟ وكم من جزء أريد حفظه أو مراجعته من القرآن؟ وهل سأذهب إلى العمرة؟ فأبواب الأعمال الصالحة مليئة بالطاعات والأعمال وعلينا أداء ما نرغب فيه وما نستطيع منها ونجتهد لعلنا لا ندرك رمضان المقبل.
أما الجانب الآخر فهو الجانب الاجتماعي، كيف سأتميز في رمضان هذا العام في علاقاتي مع الآخرين، وتبدأ بالأقارب وبالأخص الوالدين وزوجتك او زوجك وأبنائك واخوانك واخواتك وصلة أرحامك، ما الأنشطة التي ستقوم بها لتطوير هذه العلاقات، وكم زيارة أو اتصال ستقوم به لتهنئ الآخرين بقدوم هذا الشهر، وما الجمعات الاجتماعية التي ستبادر بالقيام بها لتقوية علاقاتك الاجتماعية، وباب الأهداف الاجتماعية به كثير من الابداعات للتميز به.
وهناك الجانب الصحي وهو أحد الجوانب الأساسية التي لا بد ألا نغفل عنها في هذا الشهر الفضيل، فشهر رمضان فرصة لتغيير العادات السلوكية والبداية بحياة صحية جديدة من خلال المحافظة على الرياضة اليومية واكتساب بعض العادات الصحية السليمة، والتخلي عن بعض العادات السلبية كالتدخين على سبيل المثال كما يعتبر فرصة مناسبة لتخفيض الوزن من خلال المتابعة مع أحد اخصائيي التغذية.
لا شك ان شهر رمضان فرصة للانطلاق بحياة متوازنة، ولشحذ الهمة ولإنجاز بعض الأهداف المؤجلة، فهو شهر الخير وشهر البركة، فالانطلاق في هذا الشهر بأهداف وخطة مكتوبة بالفعل سيغير من حياتك الرمضانية، وسيجعل لرمضان هذا العام طعما آخر.
أسأل الله ان يسدد خطانا الى ما فيه الخير لآخرتنا ودنيانا ويتقبل طاعاتنا وصيامنا وقيامنا.
[email protected]
[email protected]