تقول الحكمة الصينية «لا تعطني سمكة، ولكن علمني كيف اصطاد»، وعلى نفس نهج هذه الحكمة، جاء مشروع جمعية صفا الخيرية الإنسانية «بخصوص منح دراسية لتخصص الطب البشري وطب الأسنان لإخواننا البدون».
نجحت جمعية صفا الخيرية الإنسانية وبمشاركة وتفاعل أهل الخير ومجموعة من المحسنين، من توفير مبالغ مالية للتكفل بتوفير منح دراسية للاستثمار بعقول 55 خريجا وإلحاقهم بكلية الطب من إخواننا البدون الذين حرموا من حقهم في التعليم الجامعي بالكويت، مع حصولهم على نسبة 90% تفوق.
نطلق على مثل هذه المشاريع الخيرية، الإبداع في العمل الخيري، فهي مشاريع استثمارية تنموية وطنية، فمن خلال هذا المشروع، سيتم بإذن الله تحويل 55 طالبا حاصلا على شهادة الثانوية وعاطلا عن العمل، إلى دكتور يساهم في تنمية هذا المجتمع.
وكذلك تأمين مستقبل 55 أسرة من خلال الشهادة الأكاديمية العالية والفرصة الوظيفة، وتحويلهم من خط الفقر إلى أسر منتجة تستطيع سد حاجاتها الأساسية من عرق جبينهم وكدهم.
كما أنني أدعو الحكومة ووزارة الصحة تحديدا للاستفادة من مخرجات هذا المشروع الرائد، وتوظيف هذه العقول مباشرة في وزارة الصحة، حيث إن هذه العقول البشرية هي مخرجات وزارة التربية خلال سنواتها الدراسية، ولهم الأولوية بعد الكويتيين في الحصول على فرص وظيفية لخدمة هذا الوطن.
التنافس والتعاون الجميل بين الجمعيات الخيرية هو السبيل في تطوير مثل هذا الإبداع، كما أنني أتمنى من بقية الجمعيات الخيرية الاستفادة من تجربة جمعية الصفا والحذو حذوهم.
كما أنني أشكر د.نايف العجمي على إشرافه على مثل هذه المشاريع التنموية المباركة، والشاب المبدع محمد الحصينان على دعمه الإعلامي لهذه الحملة المميزة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا المشروع كالنهر الجاري من الحسنات في ميزان كل من ساهم وتبرع للاستثمار بالعقول البشرية، ونسأل الله سبحانه وتعالى لهم التوفيق والسداد.
A_Derbass@
[email protected]