نترحم دائما على الجيل الذي ساهم في بناء الكويت الحديثة لما قام به من نهضة حضارية حقيقية في البلاد جعلتنا في الصدارة على المستويين الخليجي والعربي.
منذ محنة الغزو العراقي الغاشم حتى هذا اليوم، ونحن مكاننا نراوح، فقدت خلالها لؤلؤة الخليج بريقها، والسؤال الذي دائما يتوارد في أذهان الكثير من الناس، ماذا سيقول الجيل القادم عن جيلنا الحالي؟!
منذ اكتشاف النفط ونحن نستخدم هذا المورد الحيوي، فمن خلاله أسس اهل الكويت كويتهم الحديثة، ولكن ماذا حصل بعد ذلك؟
ما حصل هو استمرارنا في استنزاف مورد الدولة دون ان تكون هناك خطة استراتيجية حقيقية لتنويع مصادر الدخل ودون وجود صناعات نفطية تساهم في إيجاد فرص وظيفية للمستقبل وزيادة قيمة هذا المورد.
والسؤال هل أمّنا المستقبل لأبنائنا؟ ام أمنا حاضرنا فقط وكأننا نعيش في دولة مؤقته لن تستمر؟!
وبنفس السياق، في السابق كان هناك استثمار حقيقي في الإنسان ولكننا وصلنا اليوم إلى الاستثمار في الشهادات دون الإنسان! شجعنا الناس للحصول على الشهادات الأكاديمية (مزورة كانت ام حقيقية) دون الاهتمام بالقيم والحرص على العلم، وتبني وتطوير المهارات، وهي الأصل الحقيقي في الإنسان.
نحن نعيش في عهد زاد فيه الفساد، حتى أصبح ينخر في أركان الدولة، عهد يسير فيه البعض على مبدأ «من صادها عشى عياله»، فلم ننهض ولم نتقدم.
فبعد أن كنا عروس الخليج، أصبحت الكويت اليوم عجوز الخليج، في آخر الركب، تلحق ببقية الدول، والسؤال يعاد مجددا ماذا سيقول عنا الجيل القادم؟
لدينا كمية هائلة من الدراسات الاستراتيجية وخطط تنموية موجودة في الأدراج مازالت حبرا على ورق، ولكن نفتقد لأبسط عوامل الإدارة التنفيذية القادرة على ترجمة الدراسات إلى مشاريع على ارض الواقع.
حالنا كحال الإنسان الذي وجد شجرة مثمرة في ارضه فاستظل بظلها وراق له المقام تحتها لينعم بثمرها دون ان يكلف نفسه رعايتها وصيانتها وريها كي يضمن استمرار ريعها!
لا شك أن الجيل المقبل سينظر لنا كما ننظر نحن الآن للدول العظيمة عبر التاريخ التي انهارت بسبب سوء الإدارة.
فهل هذا ما نريده لأنفسنا ولبلدنا وللأجيال المقبلة؟!
لا نحتاج إلى معجزات بل نحتاج إلى منظومة إدارية تنفيذية تتسم بأمانة الذمة وقوة اتخاذ القرار ولا شيء غير ذلك كي نعود الى مقدمة الدول كما كنا.
فهل هذا صعب؟
Al_Derbass@
[email protected]