لدي قناعة بأن أفضل مؤشر لنجاح أي عمل هو إحصاء نتائجه.
مثلا يصل الطالب إلى المرحلة المتوسطة وهو لا يعرف القراءة والكتابة فهذا دليل على حقيقة نتائج نظامنا التعليبي «من العلب» وليس التعليمي «من التعليم»! ومن لا يعترف بهذه المشكلة إما جاهلا أو يتجاهل.
اليوم الدراسي في فنلندا أقصر منه في الكويت، إلا أن تعليمهم يفوقنا بمراحل كثيرة، وذلك لاعتمادهم على تنمية المهارات وليس تعليب المعلومات.
رؤوس عيالنا مليئة بالمعلومات المعلبة التي لا فائدة منها في الوقت الذي يفتقدون فيه الأساسيات والمهارات التي هي أصول التعليم.
التعليم هو الركيزة الأساسية التي تنطلق منها المجتمعات نحو النهضة الحضارية وتحقيق التنمية الحقيقية.
والدول التي تسعى إلى التقدم والنمو تضع التعليم أولى أولوياتها، وما تصرح به حكومة الكويت اليوم هو التنمية وبناء الأجيال.
بعد أن كانت الكويت تصدر مناهجها لأشقائنا في دول الخليج، تفيد تقارير البنك الدولي الأخيرة بأن الكويت تحتل المركز الأخير خليجيا في مؤشر «رأسمال بشري»، علما ان المؤشر يقيس مدى إسهام رأس المال البشري في إنتاجية الجيل القادم عبر قياس المعايير الرئيسية وتحديدا معدل الأعمار وعدد سنوات الدراسة وجودة التعليم والنمو الصحي. وتمثل كل من الصحة والتعليم حجر الزاوية في مؤشر رأس المال البشري.
أعتقد مثل هذه التقارير تحتاج لوقفة جادة للقائمين على الجسد التربوي المتهالك، ومحاولة إنعاشه بشتى الطرق الممكنة، وذلك من خلال وضع أهداف استراتيجية، ومؤشرات قياس محددة، وخطط عملية واضحة، وأساليب تنفيذ وان يكون هدف العام القادم تحسين مركز الكويت في ذلك المؤشر.
نحن أمام كارثة في المستقبل، وعلى الحكومة أن تفيق من سباتها وتعي مسؤولياتها وتضع التعليم أولى أولوياتها في المرحلة القادمة، والسعي لانتشاله من الفساد والضياع.
[email protected]
Al_Derbass@