هل تعلم عزيزي القارئ أنه لدينا أفضل الأطباء الكويتيين المميزين على مستوى الخليج والوطن العربي والعالم في العديد من التخصصات النادرة، كما لدينا مستشفيات جديدة ومع ذلك الخدمات الصحية سيئة والمواطن ضايع بالطوشة!
وهل تعلم عزيزي القارئ أن لدينا أضخم ميزانية تعليم في العالم، ومعلمين يشار لهم بالبنان ولديهم جوائز على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ولدينا مناهج كانت تصدَّر الى الخارج وهيئة تعمل على تطوير التعليم ومع ذلك التعليم الحكومي سيئ والمواطن يلجأ الى التعليم الخاص للاستثمار في أبنائه!
وهل تعلم أننا نعيش في مجتمع يمثل فيه الشباب 70% من عدد أفراد المجتمع، وهذه فرصة لأي دولة لتحقق نهضة تاريخية، كما لدينا شباب لديهم بصمات تاريخية على مستوى الوطن العربي، وفرق شبابية مبادرة، ومع ذلك الشباب محبط !
وهل تعلم عزيزي القارئ أننا نعيش في بلد نفطي ٩٥% من دخله من الإيرادات النفطية، ومع ذلك لدينا مهندسو بترول بلا وظيفة، وشباب جامعيون ومهندسون في بطالة ولمدة سنة وأكثر!
وهل تعلم عزيزي القارئ أن لدينا لاعبين رياضيين كويتيين محترفون بالخارج وفي الدول الخليجية ومع ذلك ترتيبنا الرياضي بين منتخبات الخليج في المؤخرة!
هذه ليست ألغازا أو أسرارا، فالكل يعلم سبب ذلك، لو تسأل أي مواطن كويتي ما هو سبب تراجعنا في شتى الميادين سيجيبك بإجابة واحدة «سوء إدارة» الحكومة.
ما تحتاج اليه الكويت هو أن يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ويمنح الصلاحيات الكافية، ويكون القوي الأمين، الكفء والقادر على الإدارة واتخاذ القرار الصحيح في مكانه المناسب.
لدينا خلل في قراءة الواقع وسوء في الاختيار وضعف في إدارة المواد وفي القيادة التنفيذية.
لا نحتاج الى سنوات ضوئية للإصلاح، بل نحتاج لأمرين هما الإرادة والقرار، وهذا ما قامت به سنغافورة سابقا.
نظرتي ليست سوداوية بل متفائل بأنه سيأتي يوم نبدأ به عهد الإصلاح الحقيقي لنعود إلى المقدمة متى ما رغبنا.
ولكن لن يكون بواسطة هؤلاء الذين وضعونا في الأزمات والمشاكل، لأن من يصنع المشاكل آخر من يمكن أن يصنع الحلول لها.
[email protected]