من المتوقع ان تعقد صباح اليوم جلسة في مجلس الأمة الكويتي لمناقشة أزمة التوظيف، وكيفية التعامل معها، وهي بادرة مهمة، أتمنى ان يخرج الجميع بنتائج إيجابية تساهم في حلحلة أزمة التوظيف.
أهم وأول خطوة يجب اتخاذها في جلسة اليوم (إذا عقدت) هو إنشاء لجنة وطنية تساهم في مواءمة احتياجات سوق العمل مع مخرجات التعليم، وتضم هذه اللجنة ديوان الخدمة المدنية وهيئة القوى العاملة بالإضافة إلى القطاعات الأكاديمية متمثلة بالتعليم العالي وجامعة الكويت ومجلس الجامعات الخاصة وإلى القطاع النفطي والقطاعات العسكرية ويجب أن تضم مختلف قطاعات القطاع الخاص.
على ان تقدم هذه اللجنة الوطنية خارطة طريق رئيسية لحل أزمة التوظيف وبشكل جذري، على أن تعلن نتائجها خلال 12 شهرا من انعقادها، وتكون تحت إشراف المجلس الأعلى للتخطيط.
حسنا.. أعلم أن الحملة الإعلامية الممنهجة ضد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للتخطيط الشيخ ناصر صباح الأحمد حولت لقاءه عن مدينة الحرير إلى مادة إعلامية للانتقاد والهجوم.
إلا أنه في ذلك اللقاء ركز على محور سوق العمل والفرص الوظيفية ودور مدينة الحرير في توفير 200 ألف فرصة وظيفية، وهذه نقطة مهمة هي محور مقالنا.
حيث إننا ندرك أن الفرصة الوظيفية، أصبحت هاجسا قلقا للكثير من الأسر الكويتية، فقد وصل الحال إلى أن خريجي الجامعة ينتظرون سنتين واكثر للحصول على فرصة وظيفية، وهي أزمة حقيقية تواجهها الكويت.
وما ظهر من هذه الأزمة على السطح في الفترة الماضية هو رأس الجبل الجليدي، والأزمة الحقيقية قادمة قريبا لا محالة، ما لم يتم اتخاذ قرارات جذرية لإيجاد فرص عمل للشباب في السنوات القادمة، فسوف تزداد الأمور سوءا عندما يدخل إلى سوق العمل خلال الـ 4 سنوات القادمة ما يتجاوز الـ 160 ألف شاب وشابة.
السؤال هل سوق العمل حاليا قادر على استيعاب هذه الأعداد؟!
ما يتم اتخاذه هذه الأيام من قرارات في مختلف الوزارات لقبول الخريجين هو حلول مؤقتة ترقيعية تساهم في حل المشكلة الحالية فقط، دون السعي لحل المشكلة جذريا.
ويعود السبب إلى أن هذه الأزمة تحتاج إلى رؤية وخطة عملية واضحة لحلها.
وهذه الرؤية تحتاج إلى قائد حقيقي يوجه ويدعم حل هذه الأزمة من خلال قرارات فعلية على أرض الواقع.
مدينة الحرير إن احسنا استثمارها فستكون احدى الفرص في أن يكون لدينا سوق عمل جديد يتطلب تعليما وتدريبا جديدين ويجب ان تقوم مؤسسات الدولة بواجباتها والعمل معا للوصول الى الهدف وهو رؤية الكويت 2035.
[email protected]
@Al_Derbass