حضرت الأربعاء الماضي جلسة من جلسات مجلس الأمة وهي إحدى الجلسات الحساسة والمهمة والتي تناقش قضية يعاني منها المجتمع وكذلك أجيال المستقبل، وهي «قضية التوظيف». الا أن ما خيب الآمال هو الغياب التام للجانب الحكومي فلم يحضرها سوى عدد قليل من الوزراء، وغياب نصف أعضاء مجلس الأمة، والحاضرون منهم انشغلوا بالأحاديث الجانبية والضحك وتخليص المعاملات، ما عدا قلة قليلة كانت مهتمة بهذه القضية.
توقعت ان تخرج هذه الجلسة بنتائج وحلول حقيقية لأزمة التوظيف الا انهم اكتفوا بالفضفضة وفرد العضلات أمام الكاميرات دون الوصول لنتائج ملموسة وبعض التوصيات الإنشائية.
قضية كهذه القضية التي تهم الجيل الحالي وأجيال المستقبل، لم يعط لها الأولوية والاهتمام، ومع ذلك انعدمت المسؤولية لدى اغلب أعضاء المجلس، فماذا تتوقع ان تكون النتيجة؟
هذه القضية المهمة والحساسة يتم مواجهتها في بلدي من قبل أعضاء السلطتين بنظام «سلق البيض» وللأسف.
وصلنا لدرجة أننا فقدنا الحياء من الفساد المستشري في قضايا التوظيف، فالواسطة باتت علنية و«على عينك يا تاجر» دون محاسبة، حتى أصبحنا نجد إعلانات شكر النواب على قبولهم في الجهات الحكومية الحساسة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
فلا نستغرب من تصريح النائب الذي يعلنها «أشكره» بأن الوزراء يخصصون لكل نائب مقعدين شهريا للتوظيف بالواسطة والمشكلة الأكبر ان النائب «مو عاجبه» مقعدين، ويعتبرها «طراره» والمفروض يحصل على مقاعد اكثر.
المواطن البسيط الذي لا يملك الواسطة ولا يعرف أحد النواب، «يبلط البحر» أفضل له، ينتظر في بيته سنة او سنتين حتى تتكرم عليه الحكومة بوظيفة.
[email protected]
@Al_Derbass