يستغرب الكثير عندما يشاهد صورا لبيئة العمل في جوجل أو آبل، ويأتي اهتمامهم بذلك لإيمانهم التام بتأثير بيئة العمل على أداء الموظف وإنتاجيته.
فعندما يدخل الموظف الى شركة جوجل يشعر بأنه يدخل الى مكانه حيث المكان المفتوح والمريح، والمطاعم المتنوعة والنادي الصحي وغيرها من الوسائل التي تشعر الموظف بانه في مكانه.
وفي قطاعنا الحكومي نجد ما لا نتوقع، فنجد أن بيئة العمل في اغلب المؤسسات والوزارات الحكومية لا تركز على تشجيع الموظف على العطاء والإبداع.
نجد موظفين ينخرطون في العمل بكل اجتهاد وحماس وسريعا ما ينطفئ هذا الحماس عندنا ينصدم بالواقع وببيئة العمل في تلك المؤسسات المترهلة.
تجد موظفين يداومون في اماكن كئيبة مملة متكدسة بالموظفين دون أي اهتمام ببيئة العمل والإنتاجية.
هذا واقع يعيشه 400 ألف موظف بالقطاع الحكومي اليوم، ولن اسهب بشرحه كثيرا ولكن سأحاول أن اكون عمليا بطرح مجموعة من المقترحات العملية التي تساهم في تطوير بيئة العمل والتي تؤثر على السعادة الوظيفية وبدورها على زيادة الإنتاجية:
١- أهم وأولى المعضلات وهي بداية تطوير بيئة العمل هو حل مشكلة التكدس الوظيفي، والتي لها الكثير من الحلول، ولكن أحد أبسط الحلول لها تطبيق نظام النوبتين في العمل فيتوزع موظفو القطاع الحكومي على فترتين، مما يساهم في زيادة ساعات العمل الحكومية، وتخفيف التكدس الوظيفي وزيادة إنتاجية الموظف وتسريع وتيرة الإنجاز والتخفيف على المواطنين وتقليل الازدحام المروري.
٢- خلق نظام النقاط لقياس الأداء والإنتاجية وتجمع النقاط بناء على عدد المعاملات المنجزة وعلى نقاطك تدخل في نظام المكافآت الشهرية نقدية او جوائز وكوبونات خصومات وغيرها من الحوافز.
ويمكن استبدال هذه النقاط بأيام إضافية كإجازة عن العمل او عدد ساعات من الاستئذان، وتطبيق مثل هذا الموضوع سيخلق تنافسا كبيرا على إنجاز المعاملات وخدمة الناس.
٣- إنشاء إدارة في كل وزارة تعنى بالجودة وبيئة العمل، وتهتم بالعمل على تطوير بيئة العمل وإقامة الفعاليات والأنشطة لموظفي المؤسسة لتعزيز الولاء وإذابة الخلافات والحواجز بين الموظفين.
٤- تفعيل نظام التقييم بناء على مؤشرات الأداء المتفق عليها في بداية كل عام وذلك ليساعد الموظف على معرفة الأهداف المرسومة له للعمل على تحقيقها والتي ستساهم في زيادة التركيز والإنجاز.
٥- تطوير بيئة العمل الداخلية من حيث المكاتب والنظافة والتنظيم لتكون بيئة عمل مريحة ومناسبة للموظفين، بالإضافة لتوفير احتياجاتهم الوظيفية.
٦- توظيف الموظفين بناء على سماتهم الشخصية وميولهم الوظيفية حتى يكون هناك توافق بين الموظف والوظيفة وتدريب الموظف من خلال احتياجاته الوظيفية حتى يشعر بالتطور الوظيفي.
٧- المرونة في العمل وإلغاء نظام البصمة ومحاسبة الموظف على إنتاجيته بدلا من دوامه سيساهم في تعزيز العطاء، مع ضرورة تطبيق نظام صارم لمحاسبة المتسيب من الموظفين.
٨- تفعيل حضانات الأطفال في المؤسسات الحكومية وذلك لما لها من فائدة مهمة للأم وأطفالها، من تقليل الاستئذانات وعدم الاضطرار للخروج المبكر.
هذه بعض الأفكار العملية والتي لعل وعسى ان تجد لها قلبا وعقلا حاضنا وتطبيقها على أرض الواقع حتى نرى أداء راقيا في القطاع الحكومي.
[email protected]
@Al_Derbass