حلت الكويت في المرتبة الخامسة خليجيا في مؤشر مدركات الفساد الأخير والذي يصدر عن منظمة الشفافية الدولية، وبفارق كبير عمن سبقونا، ما يعني أننا من أفسد دول الخليج!
ويا فرحتنا بهذا الإنجاز الذي ما وصلنا إليه إلا بسبب التراخي في تطبيق القوانين والمجاملات والمحاصصة.
ما يحدث في الكويت من انتشار لمظاهر الفساد الذي أصبح ينخر في أركان الدولة هو وأد لدولة المؤسسات التي كنا نتغنى بها في السابق، والخطر الحقيقي هو فقدان الثقة بمحاسبة الفاسدين، وهذا ما تكرس عند الشعب بعد العديد من المواقف السابقة التي مرت ودون محاسبة أدت لفساد أكبر بعدها.
قضية الناقلات، الاستثمارات، التأمينات، الموانئ، الإيداعات المليونية، التحويلات، صفقة اليوروفايتر وغيرها من قضايا الفساد، مرور هذه القضايا دون محاسبة المتهمين عن الفساد، هو خطر حقيقي يفقد الثقة بالعدالة والمحاسبة الحقيقية.
الحكومة القادمة برئاسة الشيخ صباح الخالد أمامها استحقاقات مهمة، وعليها أن تبدأ عهدها الجديد بمحاربة الفساد والفاسدين، فلحماية هذا الوطن يجب قبل كل شيء محاكمة الفاسدين علناً، وتطبيق القانون على الجميع الكبير قبل الصغير، حتى يسترجع المواطنون ثقتهم بالإجراءات المتبعة.
كما يجب تفعيل دور الجهات الرقابية التي عليها اتخاذ قرارات حازمة بإحالة المتورطين بالفساد إلى النيابة العامة دون انتظار من يملك الجرأة للتبليغ عن الفساد.
ألا يخجل بعض القائمين على الجهات الرقابية من أنفسهم عندما يجدون غسيلنا منشورا على وسائل التواصل دون أن يكون لتلك المؤسسات دور أو أي رد فعل!
ونقول لسمو الشيخ صباح الخالد عليك أن تحيط نفسك برجال مخلصين ينهضون بهذا البلد، وأن تبدأ الحكومة عهدها بتشكيل يبتعد عن المحاصصة، واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وتحديد أولوياتها والسعي لتنفيذ أهدافها وأهم وأول هذه الأهداف إغلاق ملفات الفساد بمحاسبة الفاسدين، وتفعيل دور مؤسسات الدولة.
عموما، أسأل الله أن يوفق الشيخ صباح الخالد في رئاسة الحكومة الجديدة، وأن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه وأن يصلح الحال.
[email protected]
Al_Derbass@