قبل 3 أسابيع كنت في حديث مع أحد الأصدقاء من الشباب العمانيين حول عمان، والأوضاع فيها من الناحية التنموية والسياسية، وكان السؤال الذي يراودني هو: من الذي سيخلف جلالة السلطان قابوس؟
فاستغربت من الإجابة وطريقتها حيث قال صديقي العماني وهو يتناول قطعة الرهش بأن الأوضاع في عمان جميلة والأمور التنموية جيدة وهذا الأهم، أما عن الأوضاع السياسية فنحن على يقين تام بأن السلطان قابوس قد قام بترتيب كل شيء، ونحن على ثقة بكل اختياراته وترتيباته، فمن قام ببناء هذه النهضة ووضع ركائز الدولة لن يكون أمر اختيار خليفته بالأمر الصعب عليه.
أدركت حينها مقدار الثقة المتبادلة بين الشعب العماني والسلطان قابوس بن سعيد رحمه الله.
بالفعل هو باني النهضة في عمان والذي شهد عهده نقلة تنموية استراتيجية مميزة، فهو الذي نقل عمان من الدولة القبلية والعشائرية إلى الدولة النظامية، حيث أسس مجلسا للشورى وهيئة تنفيذية تعرف بمجلس عمان.
كما شهدت عمان في عهد السلطان قابوس نقلات استثنائية واقتصادية منها تصدير أول شحنة تجارية من النفط، كما رسم خططا خمسية يعمل عليها كل خمس سنوات مع حكومته.
باختصار لن نتمكن من تعديد مناقب السلطان قابوس ـ رحمه الله ـ الذي تمكن بجدارة أن يمارس الدور الحقيقي للقائد وينقل البلاد في عهده من وضع إلى وضع آخر، وهذا ما قام به السلطان قابوس، فالقائد الحقيقي هو الذي تشاهد أفعاله على أرض الواقع لا في التصريحات الصحافية.
الأسلوب العماني الذي انتهجه الفقيد قابوس ـ رحمه الله ـ في العمل والإدارة والتنظيم والمبادرة هي فعليا من اهم الأمور التي ساهمت في نجاح التجربة العمانية.
وبرحيل الفقيد قابوس فقد المجتمع الخليجي أحد قادة السلام في العالم بعد مسيرة استمرت 50 عاما قضاها في قيادة سلطنة عمان الشقيقة.
رحم الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله التوفيق لجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الجديد لاستكمال المسيرة للارتقاء بعمان الجميلة.
ونسأل الله أن يحفظ السلطنة وشعبها ويمنحهم المزيد من التقدم والرقي والخير.
[email protected]
@Al_Derbass