أعشق المواجهات والمناظرات ومقارعة الحجة بالحجة والرأي بالرأي كوني أحد خريجي المدرسة النقابية في جامعة الكويت وأحد رواد الانتخابات والمهرجانات الخطابية التي كانت تقدمها القوائم في تلك الأثناء.
لذلك يفترض أن اكون متحمسا ليوم غد، حيث يتواجه كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة النائب د.عبدالكريم الكندري والنائب السابق صالح الملا بمناظرة تلفزيونية على قناة العدالة حول اتفاقية المنطقة المقسومة وعودة الإنتاج.
لكنني في الحقيقة لست متحمسا نهائيا، وأصدقكم القول إنني لا أتفق مع اخواني وأصدقائي الأفاضل حول (توقيت) المناظرة الذي لن يقدم أي شيء بخصوص الموضوع، فقد تم التصويت على الاتفاقية في مجلس الأمة، إلا أنني أشيد بفكرة المناظرة، لو كانت قبل التصويت لكانت أفضل.
فعلا هذه المناظرة بلا طعم أو لون أو رائحة كونها تقام بعد توقيع الاتفاقية وبعد تمريرها وإقرارها بأغلبية ساحقة في مجلس الأمة.
لذا فهي بلا أثر أو جدوى عملية ولن تغير في حقيقة الأمر شيئا، فلو كانت الاتفاقية ليست في مصلحة الكويت كما يدعي النائب السابق صالح الملا وفريقه المعارض، فلا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها! أما إن كانت عكس ذلك وهي في مصلحة الكويت كما يروج عبدالكريم الكندري وفريقه الموالي فالأيام هي التي ستثبت ذلك، لذلك فلا أثر محسوسا أو ملموسا لهذه المناظرة.
لكن هناك حقيقة نعيشها، وهي أننا نفتقر لوجود المناظرات التلفزيونية التخصصية التي تسهم في تعزيز الوعي وتطوير الأفكار والمشاريع وإطلاع المجتمع على ما وراء الآراء، لذلك لمسنا وشاهدنا وسمعنا التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي مع المناظرة التي تأتي بعد اللبن المسكوب! وهذا مؤشر على وجود رغبة شعبية في عودة مثل هذه البرامج.
وأتمنى مناقشة قضايا الإسكان والاقتصاد وسوق العمل والحريات والقضايا الاجتماعية والثقافية أو القضايا المطروحة في المجتمع وعلى أجندة أعمال مجلس الأمة، في مناظرات تضم متخصصين وأصحاب القضايا لإثراء المواضيع وتعزيز الوعي.
ولو كانت تلك المناظرات قبل التصويت على القوانين لعملت على سد العديد من الثغرات وتطوير تلك التشريعات، وليس بعد ان تطير الطيور بأرزاقها!
في الختام، أدعو التلفزيون الحكومي والقنوات الخاصة الى تبني مثل هذه البرامج الهادفة إلى الارتقاء بالطرح، مع تمنياتي بالتوفيق للطرفين ليقدما نموذجا يحتذى به في حرية الحوار والنقد الهادف البناء.
Al_Derbass@
[email protected]