لدي يقين بأن العالم بعد «كورونا» سيختلف عن العالم قبل انتشار هذا الوباء، ولدي يقين بأن هناك الكثير من الأولويات أعاد هذا الفيروس ترتيبها، والكثير من النعم لم نكن نقدرها بدأت تتجلى قيمتها أمامنا.
من كان يلهث خلف المال دون أن يفرق بين الحلال والحرام عرف أن المال لن يجدي نفعا امام فيروس لا يرى بالعين المجردة.
ومن كان ينتقد الوظيفة ويحاول التملص منها أصبح يقدّر نعمة العمل وعودة الحياة إلى ما كانت عليه، وبدأ يستشعر تلك النعم.
في فترة ما بعد الغزو العراقي الغاشم، كان يظن الناس أن الكويت دولة مؤقتة، وكان الكثير منهم همه الأول تجميع الثروة وتأمين مستقبله خارج الكويت.
لكن أزمة كورونا غيرت هذه المعادلة، فمن كان يفكر في المغادرة، أصبح همه الاول العودة الى ارض الوطن، فنعمة الوطن والأمن والأمان والطمأنينة من أثمن النعم.
وفي أزمة كورونا عرف الناس من هم الأبطال الحقيقيون ومن الوهميون، فالأبطال الحقيقيون من هم في الصفوف الأولى في مواجهة هذا الوباء لحماية هذا الوطن. أما الوهميون فهم الذين اختفوا تماما منذ بداية الأزمة بعد ان كانوا يملأون الأرجاء والآفاق.
علينا أن نتوقف ونتفكر في حياتنا قبل كورونا وحياتنا أثناء كورونا، فهناك العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن نستفيد منها، ومن لم يتعلم من هذه الدروس.. فعليه العوض ومنه العوض!
[email protected]