جائحة «كورونا» التي اجتاحت العالم ودون سابق إنذار غيرت مجرى الحياة، وسيكون بعدها العالم مختلفا عما كان عليه قبلها، والذكي هو من يحول المحنة إلى منحة وفرصة.
منذ شهر مارس الماضي والأجهزة الحكومية معطلة، ولما يقارب الشهرين ونحن نعيش في حظر جزئي ثم في حظر كلي خانق، ولا نعلم إلى أين تسير الأمور مستقبلا.
كما تعاني الأجهزة الحكومية من حاجة كوادرها إلى التدريب والتطوير لتقديم خدماتها بجودة أفضل وتنفيذ مشاريعها بمعايير أعلى.
وتماشيا مع التحول السريع والمطلوب في استخدام التكنولوجيا بأغلب الوزارات، وتحول اجتماعات مجلس الوزراء إلى اجتماعات أونلاين، أقترح استثمار هذه الأيام والإجازة الممنوحة لموظفي القطاع الحكومي بتفعيل التدريب عن بعد، وإدخال الموظفين بدورات أسبوعية استغلالا لــهذه الإجازة في تـــطوير مهاراتهم وتحويل هذه الجائحة إلى فرصة يستفاد منها.
كما أقترح كذلك استثمار هذه الأيام في تشكيل لجان وفرق عمل تجتمع وتعمل عن بعد لوضع الخطط والاستراتيجيات ومشاريع تقليل الدورة المستندية وغيرها من المشاريع التي يمكن إنجازها من خلال التواصل الإلكتروني.
يجب أن يتغير فكر المسؤولين في الدولة ليواكب النهضة التكنولوجية التي لا بديل عنها، كي نقضي على البيروقراطية والروتين الذي عطل مصالح الدولة والناس، ويجب أن يتغير فكر الموظفين في الدولة ليساير العالم.. فهل من المعقول أن تتعامل بعض الوزارات مع المراسلين والفاكس ونحن في 2020؟!
هــذه الاقتراحات سيكون لها مفعول إيجابي على المستويين القصـــير والبعيد معا. نسأل الله في هذه الأيــام المباركة أن يزيل عنا هذه الغمة ويجلي عنا هذا الوباء.
[email protected]
@Al_Derbass