شاهدنا فيديو الشرطي الأميركي الذي يعتدي على شخص أسمر البشرة ويتسبب في وفاته، والذي تم تداوله بشكل واسع اليومين الماضيين، ولاحظنا ردود أفعال من تداوله وهم معربون عن استنكارهم لما قام بها ذلك الشرطي الذي تشرب العنصرية حتى أفقدته مشاعره وعقله ودفعته ليرتكب هذه الجريمة.
ووقف أكثر المغردين موقفا مضاد للعنصرية الأميركية، ووصفوا الشرطي بأبشع الأوصاف (ولهم الحق في ذلك).
وقارنوا تلك الأعمال الوحشية التي قام بها ذلك الشرطي، بما يقوم به رجال الداخلية في المملكة العربية السعودية في خدمة الحجيج والشرطة الكويتية في التعامل مع الوافدين أثناء أزمة كورونا دون تمييز.
وفي الوقت نفسه ظهرت لنا إحدى الطفيليات في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تهاجم إخواننا المقيمين هجوما لاذعا وبكل قذارة وقلة أدب وسفالة، ومع ذلك نجد أن هناك نسبة كبيرة تعلق «كفو عليچ بردتي چبدنا».
هذا هو التناقض والكيل بميكالين، فعندما تكون العنصرية عند الآخرين ننبذها، ولكن عندما تكون بيننا نؤيدها وننشرها ونشجعها، وهذا هو الانفصام في الشخصية!
ولا يخفى على أحد أن هناك من المقيمين والوافدين من اخطأ في حق الكويت ونستنكر تصرفاتهم وسلوكياتهم ونطالب بتطبيق أقصى أنواع العقوبات عليهم، ولكنهم يعبرون عن تصرفاتهم الشخصية.
إلا انه أيضا هناك من المقيمين من خدموا ويخدمون هذه الديرة ويساهمون في بنائها ولهم كل محبة واحترام وتقدير.
ولا ننكر أيضا أن العنصرية تنخر في مجتمعنا، من اصطفافات طائفية قبلية وكذلك عائلية، والدليل على ذلك ما نشاهده في المشاهد الانتخابية ونتائجها على المجتمع.
العنصرية لها نتيجة واحدة، وهي عدم تقبل الطرف الآخر والانعزال وتفكك المجتمعات والبؤس والدمار والخراب، فعلينا أن نتجنبها مبكرا كي لا تفلت الأمور مستقبلا كما يحدث الآن في أميركا.
@Al_Derbass
[email protected]