في العام 2009 كنت موظفا حكوميا في إحدى الجهات الحكومية، وكان مدير الإدارة يكلف أحد المستشارين الوافدين القدامى من ذوي الخبرة بأن يخصص ساعة يوميا لتدريب الكوادر الوطنية في الإدارة، كانت فرصة مميزة وثرية استفدت منها الكثير، وبدعم وجهود ومبادرة شخصية من ذلك المدير.
وفي واقعنا اليوم نعيش فرصة ذهبية لتعديل التركيبة السكانية، فهناك رغبة وإرادة حكومية أعلن عنها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد يجب ترجمتها على أرض الواقع.
وأولى خطوات تعديل التركيبة السكانية هي موضوع تكويت القطاع الحكومي، وأجزم بأنه ليس بالأمر السهل، فالمقاومة كبيرة لمثل هذه القرارات من قبل بعض الوكلاء والوكلاء المساعدين الذين لا يريدون أن يخرجوا من منطقة الراحة، لاعتمادهم الكلي والرئيسي على الوافدين.
لكن التكويت يحتاج الى قرار جريء وشجاع من خلال تحديد موعد للتكويت الشامل، وإرادة فعلية لتطبيق هذا القرار من خلال خطة واضحة لتأهيل وتعيين وتأهيل الكوادر التي ستحل محل هؤلاء الوافدين من العاملين أو المستشارين.
ورسالتي اليوم إلى وزير التربية تحديدا وبعد التهنئة بتجاوزه للاستجواب الأخير.
ولأن وزارة التربية إحدى أكثر الوزارات المكتظة بالوافدين، أقترح عليه إصدار قرارا يقضي بفتح باب العمل للمهندسين في مجال التعليم للمواد العلمية (الرياضيات والفيزياء والعلوم) للمرحلة الثانوية بعد تأهيلهم بمجموعة من الدورات التدريبية في مجال التربية والتعليم، هذا القرار سيعمل على خلق أكثر من 2000 فرصة وظيفية للشباب الكويتي في مجال التعليم وتقليل طابور انتظار المهندسين الذي يعاني منه ديوان الخدمة المدنية وتقليل أعداد الوافدين في الوزارة.
أعلم أن الرغبة في الإحلال يقابلها خوف من التغيير، لكننا اليوم بحاجة إلى قرار شجاع يحقق نقلة نوعية في خلق فرص وظيفية واعتماد فعلي على الكوادر.
[email protected]
Al_Derbass@