على الرغم مما يقوم به سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد من دور واضح في محاربة الفساد والتعامل مع ملفاته، إلا أن الكويت تعيش في دوامة على مدى سنوات في قصص متكررة من الفساد وآخرها السلسلة القصصية من التسريبات.
فالتركة التي تسلمها سمو رئيس الوزراء تركة ثقيلة لا يختلف عليها اثنان، وتحتاج إلى وقت لتنظيفها وتقويم مسارها.
وملفات الإصلاح كثيرة منها الاقتصادي والإسكاني والصحي، وأعتقد جازما بأن الإصلاح السياسي هو أول ملفات الإصلاح وأكثرها أهمية فمن خلالها تأتي باقي ملفات الإصلاح، لأن ما نشاهده اليوم في المشهد السياسي إنما هو نتيجة حتمية لنظام الصوت الواحد وغياب الكتل والبرامج السياسية، وأصبح التعامل الحكومي مع 50 نائبا بمختلف الأهداف والتوجهات عبئا عليها. بل.. نتيجة للصوت الواحد اعتزلت الرموز السياسية العمل البرلماني، وانحدر أسلوب الحوار واختفى الاختلاف الفكري بل أصبح شخصانيا، وأصبحت جودة القوانين رديئة.
وقد آن الأوان للإصلاح السياسي، المنطلق من نظام الانتخابات عبر القوائم النسبية، وهو أولى خطوات الإصلاح السياسي التي تليها خطوات إصلاحية أكثر.
فطريق الإصلاح طويل ويحتاج إلى صبر وإرادة للوصول إلى الغاية.
الفاسدون والمستفيدون من الوضع الراهن سيقطعون الطريق على مسيرة الإصلاح، وعلينا أن نعي ذلك ونستعد لما هو آت.
والأهم أن نستمر في التقدم.
Al_Derbass@
[email protected]