القائد هو ذلك الإنسان الذي لديه القدرة على تحريك الناس نحو رؤية محددة ويقودهم إلى تحقيقها، وللأسف وطننا العربي يعاني من أزمة قيادة وندرة وجود القادة الذين يمتلكون المهارات القيادية الحقيقية، حتى إذا وجدوا فإنهم محاربون!
النهضة في البلدان والتطور في العمران وإصلاح الأنظمة يبدأ من خلال اختيار القيادي (القوي الأمين)، القوي في شخصيته والجريء في قراراته، الأمين على المال العام.
لنعد إلى مجتمعنا اليوم، لنجد أن تولي المناصب القيادية في السنوات الماضية قائم في أغلب حالاته على الضغوط النيابية لأن هذا (ولدنا) وثقيل في دائرته الانتخابية، وللموازنات السياسية ليحافظ بعض الوزراء على مناصبهم يرضخون لمثل هذه المطالبات فيجاملون بالتعيينات على حساب الوطن.
وبناء عليه أصبح لدينا (أتباع) يتولون (مناصب) تسمى بالقيادية لكنها أكبر من إمكاناتهم وقدراتهم، ونتج عن ذلك تراجع في جميع الميادين بعدما كنا في المقدمة.
وحتى ينصلح حالنا وننهض من جديد علينا أن نقر قانون تعيين القياديين، والأهم من ذلك أن يتم تنفيذه بالشكل الصحيح، فالقوانين كثيرة والتنفيذ هو مربط الفرس.
إذا كنا نريد التنمية الحقيقية فعلينا أن نبدأ باختيار القيادي المناسب من خلال وجود معايير واضحة وسليمة لا تعتمد فقط على سنوات الخدمة والواسطة، بل بالتأهيل والتدريب القيادي الاحترافي واختبارات للسمات السلوكية يثبت قدرته القيادية وسيرة ذاتية مميزة تحمل إنجازات مهنية ملموسة ومهارات لغوية عربية وإنجليزية متميزة وسمعة ونزاهة خلال مسيرته العملية ومقابلة شخصية من قادة ذوي كفاءة وأمانة وحيادية،
وبهذا نكون قد بدأنا أولى خطواتنا نحو التنمية والنهضة إذا كنا نريد أن نتقدم للأمام، لا أن نتراجع إلى الخلف.
[email protected]
Al_Derbass@