في البداية وقبل الولوج في الموضوع يجب ان ارسل اصدق التهاني والتبريكات أقدمها لـ «99.7%» من خريجي الثانوية بالقسم العلمي ولـ «97.8%» مـن خريجي القسم الأدبــي ولـ «96%» من خريجي الديني.
انتشرت الفرحة في المنازل بسبب هذه النتائج التاريخية التي لم يسبق لوزارة التربية في الكويت أن شهدتها.
الأمر الذي يطرح سؤالنا هو كيف بالله عليكم يكون عدد 5 من أوائل خريجي الثانوية قد حصلوا على 100%، تهانينها لهم، ولكن ذلك يعني أنهم لم يخطئوا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة كاملة!
إن ما يحدث في وزارة التربية من نجاح الطلبة بمعدلات عالية وهمية كارثة بل (جريمة) بحق منظومة الكويت التعليمية ومستقبل ابنائها.
فمن المفترض من وزارة التربية ان تهيئ ابناءنا لمواجهة تحديات الحياة في المرحلة الأخيرة من التعليم الأساسي، والتي ينتقل بعدها الطلاب لـ«الحياة العملية» او الدراسة الأكاديمية، الا انهم يتخرجون بنسب عالية لا تعبر عن واقعهم التعليمي.
والحقيقة هي ان المعدل الوهمي لا يعبر عن واقع الحال، وسيكون سببا في إحباط هؤلاء الشباب وضياع مستقبلهم ومن بداية مشوارهم الجامعي سواء داخل او خارج الكويت.
إن ما سيحدث هو ان هؤلاء الطلبة ممن قُبل بناء على معدله الوهمي، سينصدم بالواقع، ويتسرب بعد عام او عامين من التحاقه بمساره التعليمي، اما بالانسحاب او تغيير التخصص.
والنتيجة ضياع سنة الى سنتين من عمر هؤلاء الطلبة، ضياع جهد الطالب، ضياع وقت وجهد الطواقم الأكاديمية والإدارية لطلبة لن يكملوا مشوارهم الأكاديمي، إضافة إلى تبديد للمال العام في غير محله، واحباط لهؤلاء الشباب في بداية حياتهم الجديدة.
سامح الله قيادات وزارة التربية وكل من ساهم في انحدار التعليم، وكان الله في عون الكويت وأبنائها على هؤلاء التربويين الذين أجرموا بحق العملية التعليمية.
همسة: لأولياء الأمور والطلبة.. احرصوا على البحث والتفكير واتخاذ اهم قرار من قراراتكم في اختيار التخصص المناسب الذي يتماشى مع قدراتكم وإمكانياتكم ويحتاجه سوق العمل في الفترة القادمة.
Al_Derbass@
[email protected]