عندما تقلد أحد الوزراء منصبه الوزاري، وعند دخوله إلى مكتبه في أول يوم له في الوزارة قال: «لا أريد بطانة صالحة»! فأثار تصريحه مسامع الموجودين، وتساءلوا: أهذا تصريح وزير عاقل وفي أول يوم وزاري له؟! فأكمل الوزير شارحا ومفسرا: لا أريد البطانة الصالحة التي يصاحبها الضعف والهوان، لأن أثرها سيكون سلبيا على العمل، إذا تغلب الضعف على الصلاح، فالصالح الضعيف يريد السلامة والهون، وأن تكون الأمور على ما هي عليه «سهود ومهود»، فيبتعد عن المخاطرة في تقديم المشورة لاتخاذ القرارات الحاسمة والصعبة».
لكنني اليوم بأمسّ الحاجة إلى البطانة الصالحة القوية الأمينة التقية بجانبي والتي لديها احتكاكها المباشر مع الناس، وتلمس حاجاتهم ونقل الصورة لي كما هي دون تغيير أو تجميل، والتي تضع الله أمام أعينها، وتستشعر عظم وأمانة تلك المشورة، فتعينني على الإصلاح وتشجعني عليه.
لا أحتاج الى البطانة الصالحة فقط بل أريدها أيضا مُصلحة في آن واحد، تسعى الى إصلاح الفساد، وتغيير الواقع والعمل على التأثير الإيجابي وترك بصمة للمستقبل.
لا أحتاج الى البطانة الصالحة فقط بل أريدها أيضا أن تكون بطانة طموحة تسعى للنهضة والتنمية، لديها رؤية ثاقبة وطاقة متجددة وتسعى لأن تكون الوزارة في مصاف الوزارات بين الدول المتقدمة وفي وضع أفضل وموقع أرقى.
لا أحتاج الى البطانة الصالحة فقط بل تلك التي تكون من أهل العلم والميدان، ومن لديهم القدرة على موازنة الأمور وأبعادها وتقديم المشورة المناسبة.
لا أحتاج الى البطانة الصالحة فقط بل أريدها مخلصة في تقديم المشورة، دون تغليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة.
وراح يسرد الوزير صفات بطانته التي يريدها، حتى فهمنا بيت القصيد.
اللهم ارزق الوزراء البطانة الصالحة المصلحة القوية الأمينة التقية المتعلمة الطموحة المخلصة، والتي تعينهم على الخير والصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين.
[email protected]
Al_Derbass [email protected]
