لم يحرم الله - عز وجل - شيئا إلا لأنه يعلم علما مسبقا بضرره، فهو سبحانه وتعالى العالم بكل شيء والمقدر لكل شيء، ولذا فإن الله حرم الخمر، وقد أثبت العلم الحديث أضرارها، وخطورتها الصحية على الإنسان قليلها قبل كثيرها.
تقول القاعدة الفقهية «كل مسكر حرام»، «وكل ما يسكر كثيره فقليله حرام»، ومن هنا فإن الشارع حرّم كل ما يغيب العقل، ومن ضمن هذه المحرمات المخدرات التي تدمر الشعوب، وتقتل الحضارات، وتجعل من الشباب الذي يدمنها مجرد ألعوبة بيدها.
ولا يخفى على أحد تلك الأضرار الهائلة التي تحدثها المخدرات في كل متعاط لها، وها هو العلم الحديث يكتشف مصائب تعاطي المخدرات وما على شاكلتها ليثبت دوما القاعدة الإلهية في حفظ النفس، وهي أنه سبحانه وتعالى لم يحرم شيئا إلا ويعلم ضرره، ولم يحل شيئا إلا ويعلم - عز وجل - نفعه وفائدته، فلقد أثبتت أحدث الدراسات التي أجراها العلماء على أدمغة الفئران، أن كمية كبيرة من المخدرات تجعل خلايا الدماغ تقتل نفسها.. حتى الأم الحامل عندما تتناول المخدرات فإن دماغ الجنين يدمر نفسه بشكل بطيء.
وقد لاحظ الباحثون أن الجرعات العالية من المخدرات تجعل الخلايا تنتحر، عن طريق عملية تدعى الالتهام الذاتي، هذه العملية تحدث في الخلايا السليمة كعملية تنظيف طبيعي للتخلص من السموم.
ويقول الباحثون إن عملية الالتهام الذاتي ضرورية لتنظيف الخلية من التراكمات والحطام الناتج عن العمليات الحيوية داخل الخلية والبقايا الضارة.. وهي عملية ضرورية للحفاظ على حياة الخلية.. ولكن المخدر يجعل هذه العملية خارج السيطرة.
فسبحان الله العظيم الذي خلق كل شيء فأبدع خلقه، وأحكم صنعته، وتجلت قدرته - عز وجل - في بديع صنعته، وعظيم خلقه، فبعد مرور أكثر من 1400 عام على بعثته صلى الله عليه وسلم تثبت الدراسات العلمية الحديثة السر وراء تحريم الخمور والمخدرات، لتصل إلى نتيجة واحدة مفادها أن اتباع منهج الله في الكون، والعمل على الالتزام به فيه منافع للنفس، وأن الابتعاد عن منهج الله، والانحراف عن أوامره - عز وجل - فيه هلاك للنفس، وضياع للعقل.