الجهاز الهضمي للإنسان جهاز دقيق منظم، يجعلك تتفكر في خلق الله، وتنطق على الفور بكلمة سبحانك اللهم وبحمدك، عظمت آلاؤك وتقدست أسماؤك، فهو جهاز يمتاز بخواص مذهلة دقيقة، وعجيبة، أشبه بخلية نحل في العمل، أو مصنع مكتمل الآلات، ومع ذلك فلا أحد يشعر به، فهو يعمل في هدوء.
ولأن الجهاز الهضمي للإنسان يعمل ليل نهار دون توقف، وهو في حالة تأهب دائمة لاستقبال الطعام، وهضمه وتصريفه، فهو يحتاج كذلك إلى تنظيم بشري دقيق، لأن الجهاز الهضمي به عضو يطلق عليه منبع الداء والدواء، ولذا فإن هذا الجهاز يحتاج منا لكي يحيا مسالما وديعا غير مسبب لألم أو مرض، أو عرض، أن ننتظم في الطعام.
ولذا فإن الانتظام في الطعام يحتاج منا أن نعرف قيمة كل طعام، ومتى يؤكل؟ وفوائد هذا الطعام، وكان من ضمن إعجاز القرآن الطبي في هذا المجال هو ما قرأته وأذهلني حيث يقول المولى- عز وجل-: (وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون) «الواقعة: 20- 21».
فقد أثبت العلماء حديثا أن تناول الفاكهة قبل الوجبة الغذائية له فوائد صحية جيدة.
فالفاكهة تحتوي على سكريات بسيطة وسهلة الهضم، وسريعة الامتصاص، فالأمعاء تمتص هذه السكريات بمدة قصيرة تقدر بالدقائق فيرتوي الجسم، وتزول أعراض الجوع ونقص السكر.
وفي حال ملء المعدة مباشرة بالطعام المتنوع يحتاج إلى ما يقارب ثلاث ساعات حتى تمتص الأمعاء الطعام المتنوع وتبقى عنده أعراض الجوع لفترة أطول.
كما أثبت الباحثون أن تناول الفاكهة بعد تناول الطعام المتنوع يدمر أنزيم (بيتالين) وهو أنزيم أساسي لإتمام عملية هضم النشويات وفي نفس الوقت تفقد الفاكهة ما تحويه من فيتامينات وتضطرب معه عملية التمثيل الغذائي للبروتين وينتج عنه انتفاخ في البطن.
كذلك فإن السكريات البسيطة المتواجدة في الفاكهة بالإضافة إلى أنها سهلة الهضم، والامتصاص فإنها المصدر الأساسي لخلايا الجسم المختلفة.
ومن هذه الخلايا التي تستفيد استفادة سريعة من السكريات البسيطة هي خلايا جدار الأمعاء، حيث تنشط بسرعة عندما تصلها السكريات الموجودة بالفاكهة، وتستعد للقيام بوظيفتها على أتم وجه في امتصاص مختلف أنواع الطعام، والتي يأكلها الشخص بعد تناول الفاكهة، وربما كانت هذه الحكمة من تقديم الفاكهة على اللحم في الآيات القرآنية الكريمة.. فسبحان الله العظيم.