وليد الأحمد
منذ سنوات «قلبت» في صفحات الإعلانات الأسبوعية المجانية بحثـا عن مكاتب للخدم، لعلي أجد بديلا ناجـحـا لمن ذهب فـوجـدت مربعـا صغيـراً منزوياً في إحدى الصفـحات يقول «لدينا خدم من كل الجنسيات. . لا تتعب نفسك مندوبنا يصلك فقط اتصل».
توكلت على الله واتصلت وبالفعل رد علي عامل آسيوي وأبدى استعداده للحضور حالا مع جمـيع ألوان وأشكال وجنسـيات وأطوال وأوزان الخدم عـبر مـجلد كامل تحت شـعار «طب وتخير».
تخيرت من مجموعة أوراقه خادمة وأخذت الموافقة المبدئية من «أم العيال طبعا» من حيث الشكل والوزن والعمر، ودفـعت عربونا قدره 10 دنانيـر لحـجزها، ومـن ثم عمل «الـفيـزا» المطلوبة، ولـكن مع مــرور الأيام طــارت الـ 10 وطار معها المكتب الذي أتضح انه وهمي غير موجود على ارض الواقع.
وفي سنة مـن السنوات الماضـيــة أيضا وبسبب ازدحام برنامـجي اليومي بحثت عن مكاتب الخدم عـبر نفس الصـفحات المجـانية «وهذه المرة» قلت لابد من التأكـيد على عنوان المكتب، وبالفـعل وجدت مكتـبا متنـقلا وصل إلى بيـتي يحـمل معـه «كـاتالوجات» خـدم المنازل، وبـعـد التــثــبت من عنوان المـكتب الموجود حـسب أوراقه وثبوتيـاته بالمرقاب، دفـعت عـربون الـ 10 دنانيـر بعـد اخـتـيـار المطلوب بعد مـوافقة «أم الـعيال طبـعا» على الشكل والوزن والعمـر، فطارت العشرة كـما طارت سابقتها بعد أن غـير «صاحبنا» أرقامه الجـوالة وذهبت أفتش عن المكتب ببلوكـات المرقـاب فأتضح لي انه وهمي أيضا ومكتبـه المعنون بأوراقه مزور بـعد أن وجدت عنوانه الحقيـقي عبارة عن محل للخيـاطة لا يتعدى حجمه 4×4 م2، ويقول صاحبه «يقولون انه منذ أكثر من 10 سنوات كـان فـي هذا المكتب خدم».
الآن دارت الأيام وأصبحت ابحث من جديد عن «شغالة» بعد أن رفـضت هي التعاون مع «أم العيـال» وإتباع مبـدأ العناد، ومن ثم كان لابد من التـوجـه بهـا إلى احـد المكاتب الذي اشـتـرط أن يأخـذها بـ 200 ديـنار رغم أنني جئت بها بـ 280 دينارا قبل عـام، والسبب كما يقول فـي ربحه الـ 80 لأنه سـيبحث لـها عن عـائلة جـديدة تتـورط بهـا هي الأخرى من جديد.
عالم الخـدم عالم مـتعب ويرفع الـضغط، فــبـالإضــافــة إلى «عـوار راس» المـكاتب واستـغلالهم لأرباب الأسر وللخدم أنفسهم، هناك «بلاوي» الخدم أنفسهم لاسـيما المواعيد واللقاءات والمغازل مـع «السواق» أمام المنازل وأمام فروع الجمعيات التعاونية والبقالات.
على الطاير
أفضل حل لـلتقليل من مشـكلات الخدم هو إحضار سائق أو طبـاخ مع زوجـتـه، لذلك قررت عـمل غرفة صـغيـرة في سرداب المنزل لاستقبال العائلة الكريمة «بدون عيال» للعمل في جـو اسـري مـريح، فـإذا عـاندت زوجـة السـائق أم العيـال اشتكيـتهـا لزوجهـا، وإذا عاندني زوجها علمت عليـه زوجته بعيدا عن الإزعاج و«حط حيلهم بينهم».
ومن اجل تصـحــيح هذه الأوضاع بإذن الله. . . نلقاكم.