وليد الأحمد
القارئة «كويتية بدون» عقبت على تعقيبنا على رسالتها مؤكدة من جديد بالقول أن «انتحار البدون أهم من انتحار الخدم» تقول في رسالتها بالمختصر المفيد:
«أخي الكريم نحن فئة سلبت إنسانيتها وقيدت حقوقها لذا من الصعب أن نظلم أو ننظر بعنصرية للغير أيا كان، وما ذكرته في رسالتي السابقة من أن انتحار البدون أهم من انتحار الخدم هو بالفعل كذلك.. فالشخص أيا كان قد يدفعه ضعف الإيمان للانتقام قبل الانتحار، وان حدث ذلك لا قدر الله فالخطر والضرر سيكون اكبر وأعمق في حالة انتقام الكويتيين البدون.
إذ فهي نقطة شديدة الحساسية وكم تمنيت أن يعي المسؤولون ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي وجزيت خيرا وبيض الله وجهك ورايتك بيضاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
تعليق:
لا نريد أن ندخل في عنق الزجاجة فنقول «من الأهم من الثاني في الانتحار البدون أم الخدم؟» كون العملية واحدة وان اختلفت الظروف والنفس البشرية لا تعرف الكويتي من الآسيوي من الأجنبي.
وإذا اعتبرنا أن انتحار البدون أهم من انتحار الخدم في البلاد بسبب بروز عامل الانتقام «ربما» أو الضغوطات النفسية والاجتماعية فان الخادم كذلك بسبب الانتقام من ظلم الكفيل مثلا وعدم إعطائه مرتباته وتعليق حياة أسرته في بلاده لخطر الهلاك وتقلبات المعيشة والتشرد قد يصل به الحال للانتقام من أسرة بكاملها حتى وان كانت لديه جنسية بلاده ينعم بمميزاتها ويشعر بكيانه وانه إنسان يعيش على الأرض!
ولعل ما ذكرتيه في تعقيبك يؤكد ما ذهبت إليه من قبل وسلامة نظرية مساواة الأرواح البشرية عندما ذكرت في سطورك «فالشخص أيا كان قد يدفعه ضعف الإيمان للانتقام قبل الانتحار».
إذن فبمثل ما لدينا من بدون مظلومين هناك أيضا خدم مظلومون يعانون القهر والظلم، الأمر الذي يؤدي بنا في النهاية إلى خطورة كلا المرحلتين والتأكيد على أن النفس البشرية واحدة والضغوطات النفسية تتشابه وتختلف من واحد لآخر ومن جنسية لأخرى بل بين أبناء الجنسية الواحدة نفسها.
وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) لذلك نصل في النهاية إلى خطورة هذا الوضع وان التحجج بأن الظروف هي التي تجعل الإنسان ينتحر «كلام فاضي» إذا ما علمنا أن هناك جنة ونارا وحسابا وعقابا وكل مخلوق يأتي يوم القيامة حاملا أفعاله وأوضاعه فان كانت صحيحة فلله الحمد والمنة على حسن الخاتمة وان كانت أوضاعه مقلوبة فلا حول ولا قوة إلا بالله.
والآن نخرج من عنق الزجاجة ونغلق باب «من هو الأهم» لنفتح باب الأمل والدعاء لكم بتفريج همكم لإنهاء معاناتكم والطلب من حكومتنا ومجلسنا العمل معا لإغلاق هذا الملف الإنساني الذي طال أمده وكان الله في عونكم.
على الطاير
منذ سنتين قلناها ونعيدها اليوم من جديد حول ما يتم تداوله بين الحين والآخر حول تعديل الدستور، فإنه ليس قرآنا منزلا من رب العالمين حتى يشتط البعض ويغضب كلما طرح هذا الموضوع ما دام هذا التعديل يصب في مصلحة مزيد من الحريات ويخدم حقوق المواطنين والواجبات التي عليهم، ولعل السبب الحقيقي من تخوف البعض من الحديث عن هذا التعديل ورفضه هو خشية تحركات التيارات الإسلامية لجعل أساس التشريع الشريعة الإسلامية والله اعلم!
ومن اجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله.. نلقاكم!