إقليم حوض الخليج العربي من المناطق الاستراتيجية المهمة في العالم وله أهمية في التوازن الدولي لموقعها الجغرافي المميز وتوسطها قارات العالم القديم أوروبا وآسيا وأفريقيا وهي ملتقى الحضارات ومهد الديانات السماوية ومنها الدين الإسلامي، وتحتضن أراضي المملكة العربية السعودية الحرمين الشريفين بيت الله الحرام الكعبة المشرفة قبلة المسلمين.
وإقليم حوض الخليج العربي ملتقي خطوط طرق النقل والتجارة ووقوعها في العروض المدارية وإشرافها على مضيق هرمز، وهي شريان الحياة وخاصة بعد اكتشاف البترول وتقدم الطيران.
والخليج العربي يعتبر محور الاقتصاد العالمي ومصدر قوة الصناعة لمخزونها النفطي ولأهميته الاستراتيجية ندرك الصراع على هذا المنطقة منذ فجر التاريخ، ونعلم أن هناك تحديات وصراعات ملتهبة في أقاليم تحيط بنا والتهديدات التي يمثلها البرنامج النووي الإيراني يؤثر على الأمن والاستقرار، وقد تحتاج شعوب منطقة الخليج العربي إلى التكتل الجماعي بمنظومة «التعاون» والتي تأسست في مايو سنة 1981 في أبوظبي بوثيقة قيام مجلس التعاون الخليجي لمواجهة تلك التحديات.
ومجلس التعاون بديبلوماسيته منذ تأسيسه كان له الفضل الكبير في حل الكثير من المشاكل والقضايا التي واجهت دول المجلس من أجل المحافظة على أمن واستقرار المنطقة.
وفي دورة القمة الخليجية الواحدة والأربعين والتي عقدت في المملكة العربية السعودية في محافظة العلا يوم 5 الجاري بدأ عهد جديد في مسيرة العمل الخليجي المشترك متمثلة برأب الصدع ولم الشمل والانطلاق نحو العقد الخامس في مسيرة المجلس للسير على خطى مؤسسي المجلس، وجاءت هذه القمة في ظروف نحتاج فيها إلى التعاون والتكاتف بين دول المجلس وتحدي جائحة كورونا يحتاج إلى التعاون وتخطي الصعاب باستكمال المشاريع الاقتصادية.
وقد تحقق إنجاز تاريخي بتوقيع بيان العلا وتتويج الوساطة الكويتية ونجاحها والتي أرسى دعائمها ورعاها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وأكمل مسيرتها صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، في إتمام المصالحة الخليجية.
وبيان العلا يؤكد ضرورة التكاتف والتآزر لضمان استقرار أمن المنطقة لحوض الخليج العربي واستقرار الأمن العربي والتآخي بين دولنا وشعوبنا بما يخدم آمالها وتطلعاتها استنادا إلى ما يربط دولنا من علاقات خاصة وقواسم مشتركة متمثلة بأواصر العقيدة والعروبة والمصير المشترك بين شعوب المنطقة وفي قمة العلا قمة الأخوة والأشقاء ومهما بلغت الخلافات في البيت الواحد إلا أن الحكمة قادرة على تجاوز تلك الخلافات والعبور بالمنطقة إلى بر الأمان وتعزيز التعاون بين شعوب المنطقة وتوطيد العلاقات واحترام مبادئ حسن الجوار وتكاتف شعوب المنطقة في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها وعدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها.
وأمن الخليج مسؤولية جماعية لكل دول المجلس، للمحافظة على إرثنا التاريخي الحضاري والثقافي وتمسكنا بترابنا وأرضنا جغرافيا والذود والدفاع عن أرضنا وحياض أوطاننا والمحافظة على ثرواتنا النفطية مصدر رزقنا وتحصينها بالأمن والاستقرار بسلامة الطاقة لوصولها إلى دول العالم أوروبا ـ أميركا ـ اليابان، ولدول الخليج العربي المكانة الخاصة في استراتيجية الأمن والسلام العالمي.
واكتمل البدر في «العلا».
[email protected]
