تخاض الحروب من أجل التوسع والاستحواذ على المزايا الجغرافية الطبيعية من أراضٍ خصبة وثروة زراعية وتوفر المعادن ومصادر الطاقة وهي عوامل مؤثرة في الصناعة وهذه الثروات الطبيعية هي الأساس الأمر الذي أنتج رأس المال.
ومما يؤثر في نتيجة الحروب الظواهر الطبيعية من جبال وهضاب وسهول ومسطحات مائية وغيرها.
ومنذ أن وعي الإنسان ذاته ومحيطة فالطبيعة البشرية تحب وتكره وتحسد وتطمع وتقاتل وتقتل والهدف البقاء والاستمرارية والديمومة والصراعات البشرية والحروب أزلية منذ بداية الخلق.
في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين بدأت الثورة التكنولوجية والثروة المعلوماتية وحروب اليوم في القرن الحادي والعشرين تخاض بأربعة أبعاد البر والبحر والجو والسايبر وعالم التكنولوجيا والقنبلة النووية والطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي، وعالمنا اليوم عالم السيطرة بسرعة أسرع من الخصم أو العدو أو المنافس هي الثورة التكنولوجية الهجوم السيبراني وهو الهجوم الإلكتروني أمن الحاسوب بواسطة أجهزة الكمبيوتر «عصر الداتا».
ومع تداعيات حرب أوكرانيا وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي، استطاعت الكويت احتواء الأزمة الاقتصادية وتعزيز قدرتها على الصمود على المدى القصير، ولكن لا نعلم المدى الزمني لانتهاء الحرب الأوكرانية والروسية، وقد تطول في مداها ولن تتوقف، لذا على وزارة التجارة التنسيق والتخطيط لما سيقع في المستقبل من تحولات ممكنة، وتحديد والتحكم في أسعار السلع، ونعلم يقينا بقدرة دولة الكويت على اجتياز واحتواء هذه الأزمة بتوفير الأمن الغذائي والصمود، وأخطر ما في هذه الحرب أن جميع أنواع الأسلحة الفتاكة موجودة دون حظر على استعمالها، ونحن نعيش في عالم مختلف مع الحرب الأوكرانية، لذا وجب تفعيل دور هيئة الأمم المتحدة بقوتها وهيبتها ومكانتها في تنظيم العلاقات الدولية والقضايا الإقليمية من خلال القانون والميثاق الدولي.
فالحرص والواجب علينا توفير الاستقرار والأمن الرادع والضامن لمعيشة كريمة وآمنة، ولاسيما ونحن نعيش بين أقاليم مضطربة أمنيا، لذا علينا ببناء منظومة أمنية جديدة بمحتوياتها وبأسلحة متطورة وفاعلة وإعداد جيش قوي، وتفعيل دور الشركاء في تأمين الكويت مع دول مجلس التعاون الخليجي والحلفاء الاستراتيجيين، وإعداد جيل من الشباب مسلح بالمواهب، ومن الواجب الاحتراز والاحتراس بتوفير الجاهزية للطوارئ الأمنية وإعطائها الأهمية القصوى، فالحروب مدمرة للإنسانية وللبنية التحتية، وكثير من البشر فقدوا أرواحهم وبيوتهم، ولا يجدون ما يأوون إليه، ولا أمل لهم فيما يقيهم ويسترهم بعدما دمرت بيوتهم، فهم بلا قوت ولا ساتر ولا مأوى.
ولقد تزول الحرب عن أرض بها
شبت وتبقى فوقها الاشلاء
جرت الدموع على دماء قد جرت
وجرت على تلك الدموع دماء
ومن الحكمة اليقظة والانتباه لكل ما يجري على الساحة العالمية والإقليمية من أمور وأحداث وتحولات طارئة.. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار تحت ظل قيادتنا الحكيمة.
[email protected]