[email protected]
بداية تقدم الأمم ونهضتها الحقيقية هي التعليم، وأن كل الدول المتقدمة صناعيا وعلميا واقتصاديا تقدمت من بوابة التعليم، وهذه الدول المتقدمة تضع التعليم واصلاحه في اولوية برامجها وسياساتها، واحدثت طفرات هائلة في النمو الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، وهذه الدول المتقدمة وجهت جهودها للاستثمار البشري من خلال الاهتمام بالتعليم والهدف من عملية التعليم الاهتمام بالانسان من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والوجدانية والاهتمام بشخصية المتعلم، فالتعليم اصبح اليوم من اهم متطلبات التنمية الشاملة، وتطوير التعليم وتجديد المناهج ووسائلها وطرائقها واجبة وحتمية ومنسجمة مع التغيرات العالمية والعلمية وتحتاج الى التخطيط والعمل الميداني والمشاركة في المؤتمرات الدولية والعربية والاقليمية.
والتعليم عبارة عن العملية التي يتم من خلالها نقل المعلومات والمعرفة من المعلم الى المتعلم، والغرض من هذه العملية هو اكتساب المتعلم مجموعة من المهارات والمعلومات الجديدة التي تسهم بشكل فعال في بناء عقله ويسهم في تقدم التعليم وتقدم الدول وتطورها، واذا اردنا تطوير واصلاح التعليم علينا الاهتمام بالمعلم، فهو المحور الاساسي في العملية التعليمية، فهو الموكل بمهمة اعداد اجيال المستقبل وتعليمهم، لذا وجب الحرص والاهتمام باختيار المعلم المناسب والكفؤ ولديه الرغبة الكاملة لهذه المهنة واخضاعه باستمرار الى دورات تدريبية تكسبه المزيد من مهارة التعلم ورفع معدل حجم الانفاق على التدريب، فالمعلم اساس العملية التعليمية، فعليه ان يعي بأصول مهنته ومعرفته التامة بأساليب التدريس الحديثة واختياره طريقة التدريس المناسبة لعرض مادته العلمية، بحيث ترتكز على الفهم والابداع والابتكار والنقد والتحليل وحل المشكلات وتنمية مهارات التفكير واساليب جديدة قائمة على النشاط، فالمعلم الناجح يجب ان يكون متمكنا من مادته العلمية وينمي شخصيته الانسانية ومستواه العلمي والدقة في وضع الاختبارات المناسبة تساعد على التقييم، فالمعلم يعتبر قدوة ومثالا يقتدي به المتعلم بالأخلاق والعلم، ويجب تشجيع المعلم ومكافأته باستمرار، ومن اجل مواكبة سرعة التقدم العملي والمعرفي وفي جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية للمجتمعات البشرية، لذا وجب تطوير واصلاح المناهج الدراسية بشكل مستمر لكي تتناسب مع تطور العالم والاجيال، وتتناسب مع متطلبات سوق العمل وربط ما يدرسه الطالب يما درسه سابقا وما سيدرسه في المستقبل، لتكون العملية التعليمية عملية تكاملية غير منقطعة، ويجب ان يؤكد على الجانب الخلقي بضبط السلوك وربط المعارف بالظروف الاجتماعية مثل السلامة، الامن، تعاطي المخدرات، تغير المناخ، وغيرها من المواضيع، مع الحرص على الاهتمام باللغة العربية، وكذلك اللغة الانجليزية، وهي من اكثر اللغات المستخدمة في سوق العمل.
ايجاد فرق متخصصة لتطوير المناهج باستمرار والتركيز على المهارات الحركية ومهارتي الكتابة والقراءة في المراحل المبكرة، اما المراحل الثانوية فتولي المهارات الاكاديمية كالرياضيات والعلوم والعلوم الانسانية حيزا من الاهمية واصلاح التعليم يجب ان يوجه من خلال التخطيط الشامل من كل القطاعات التنموية في المجتمع، ويلبي حاجة الدولة في إعداد كوادر خاصة لمختلف القطاعات، فالمناهج الدراسية مؤشر للحكم على تقدم المجتمع او تأخره من خلال المخرجات التعليمية، لذا يتطلب مراعاة المنهج لما يطرأ على المجتمع من تغيرات اجتماعية وثقافية، كما يجب ان يكون المنهج مرنا بحيث يمكن تكييف موضوعاته للتغيرات التي تحدث، ويقتضى وضع خطة لتعديل المنهج جزئيا او كليا في ضوء ما يجدّ من الاكتشافات والابتكارات في سائر الميادين، ويجب ان يتم التعديل على أسس سليمة.