[email protected]
تربية الأبناء تربية صالحة على القيم التربوية والأخلاقية السليمة هي مسؤولية الأسرة والمربين والمجتمع تجاه الأبناء، فالتربية مستمرة من المهد إلى اللحد، والتربية هي الحياة لأنها مستمرة ما دامت الحياة، وإكساب النشء النظم الأخلاقية وترسيخ الوازع الديني في نفوسهم دور الأسرة المتمثلة بالأم والأب وذلك بتوجيه الأبناء منذ مرحلة الطفولة، فالأسرة هي الوعاء الاجتماعي الذي يستقبل الطفل معه، حيث تتطبع في الطفل العادات السارة والعادات الضارة، فالطفل لا يعرف يفرق بين الخير والشر إلا من تصرفات أسرته معه، وضرورة القدوة الصالحة والطيبة من المربين.
فالمربي سواء كان أبا أو أما أو معلما هو المثل الأعلى في نظر الطفل، يقلد سلوكه ويحاكيه في أخلاقه، وهنا أهمية القدوة الصالحة في تحديد سلوك الإنسان، فالأسرة تتعهد الطفل بالعناية والرعاية وهي مسؤولة عن فطرة الطفل وكل انحراف يصيبها مصدره الأبوان أو من يقوم مقامهما من المربين والاهتمام بالتربية ونشر الوعي والثقافة لدى الأسرة بالشكل التربوي الصحيح من مراحل النمو النفسي لدى الأبناء المراهقين والشباب وكيفية التعامل مع كل مرحلة من المراحل العمرية مع دعم ثقافة الديموقراطية في الأسرة واستمرار لغة الحوار بين أفرادها وتوعية الوالدين والقائمين على الرعاية بمخاطر العنف الأسري تجاه النشء.
ومسؤولية الآباء والأمهات الحفاظ على أفضل ثروة على وجه الأرض وهم الأبناء، ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ومسؤولية الأم المسندة إليها بما زودها الله تعالى بالصبر والحنان، حيث جاءت المدنية وخروج المرأة إلى العمل وعدم رقابة الأم وانشغال الأب بالعمل خارج المنزل والمشاكل الأسرية، فالابن يلجأ إلى أقرانه وأصدقاء السوء وكل انحراف سلوكي وتمرد وعنف وإدمان المخدرات يصيب الأبناء قد يكون بسبب غياب رقابة الأم والأب ومن يقوم مقامهما من المربين، وضياع هؤلاء الأبناء وانحرافهم قد يكون إهمالا من جانب بعض الآباء والأمهات وينعكس ذلك بصورة سيئة على حياة الأفراد والمجتمع.
لذا، يجب على المربين الموعظة والنصح والإرشاد وترسيخ القيم الأخلاقية والدينية، وأن يتفق الآباء والأمهات والمربون على أسلوب واحد في تربية الأطفال في ظل جو يسوده الحب والوفاق والفهم المتبادل، وأن يسود الأسرة جو من الديموقراطية والحرية ليتمكن الأطفال من أن يعبروا عن أنفسهم وعن أفكارهم وحاجاتهم دون خوف أو تردد، وان تعمل الأسرة على إشباع حاجات أطفالهم المتعددة، وأن يتبع الآباء أسلوب الثواب مع أطفالهم في الظروف المناسبة دون مغالاة في ذلك، والإقلال من أسلوب العقاب خاصة العقاب البدني المبرح، ويكون الثواب والعقاب بقدر الفعل الذي يصدر عن الطفل، وأن يكون عاجلا وليس آجلا، وأن يعرف الآباء بالفروق الفردية بين الأبناء، وعليهم ألا يقيموا المقارنات بينهم ولا يطالبوهم بما هو فوق طاقتهم وقدراتهم، وإشراك الأبناء في اتخاذ القرارات التي تتعلق بحياتهم، والسماح للأطفال بالتمتع بطفولتهم واللعب وغير ذلك ورعاية الأبناء من خلال النشاطات الرياضية والفنية والثقافية المفيدة لشغل وقت فراغهم وتفريغ الطاقة الزائدة لديهم. لنزود أبناءنا وشبابنا بمهارات الحياة مع تزايد المعارف العلمية والتكنولوجية من أجل رفعة ونهضة شأن مجتمعهم وأوطانهم.