تقع الكويت في الركن الشمالي الغربي من حوض الخليج العربي وبموقع جغرافي استراتيجي مميز بين القارات القديمة آسيا - أوروبا - أفريقيا، وتعتبر نقطة التقاء التجارة العالمية المتباينة وطريقا مهما للتجارة بين الشرق والغرب، كما ان موانئ الكويت مركز لتفريغ وشحن البضائع التي تصل إليها من البلدان المختلفة.
وبهذا الموقع المميز الجغرافي الاستراتيجي تعتبر الكويت مدخل الجزء الشمالي من الخليج العربي.
والكويت ما قبل النفط في ظل الظروف المناخية القاسية وندرة المياه والقحط الشديد في بيئة مناخية صحراوية جرداء هي التي دفعت سكانها في الماضي إلى ركوب البحر والبحث المستمر عن لقمة عيش هانئة بالإبحار بسفنهم الشراعية كالبوم والبتيل والبغلة وغيرها من السفن إلى سواحل الهند وسواحل شرق أفريقيا وشط العرب والغوص والبحث عن اللؤلؤ وصيد الأسماك والتجارة وغيرها.
وماضي الكويت عريق ونعتز بما بذله آباؤنا وأجدادنا والذين عاشوا تحت وطأة ضنك العيش وصعوبة الحصول على المياه العذبة وضيق المعيشة من الموارد الطبيعية والسعي والبحث في طلب الرزق.
وقد نهضت الكويت بظهور النفط ومع تصدير أول شحنة من البترول سنة 1946م وازدهرت الكويت في جميع المجالات ولكن الاعتماد على مورد اقتصادي واحد كالبترول فيه الكثير من المخاطر، 95% من موارد الكويت من البترول وله تأثير على الاقتصاد الكويتي، والبترول كما هو معروف ثروة طبيعية معرضة للنفاد والنضوب، وأسعار البترول غير ثابتة والسياسات الدولية لها تأثير كبير على سوقه وتسويقه ومعرض للهزات الاقتصادية وعدم الاستقرار مع تباين أسعار البترول، لذا لا بد من تنويع مصادر الدخل للتخلص من سيطرة البترول على الاقتصاد وتذبذب أسعاره بخلق اقتصاد ثابت متين متنوع المصادر وحل مشكلة تزايد النمو السكاني والقضاء على البطالة، تحقيقا للرغبة السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في جعل الكويت مركزا ماليا واقتصاديا عالميا أي «كويت سنة 2035م».
ولأهمية المنطقة الشمالية بجزرها والجزر المحاذية لجون الكويت لا بد من تطوير جزر «وربة - بوبيان - مسكان - فيلكا - عوهة» وكذلك لأهمية هذه الجزر ولقربها من حضارات عريقة كحضارة بلاد الرافدين والهلال الخصيب وصحراء بادية الشام والحضارة الفارسية وشبه الجزيرة العربية.
وجميع هذه الجزر غير آهلة بالسكان لذا لا بد من تطوير هذه الجزر واستغلالها وجعلها مناطق حيوية واستثمارية واقتصادية وثقافية واجتماعية وترويحية وسياحية لتكون جاذبة للسياح، فالنشاط السياحي له مردود مالي كبير وهو نشاط حضاري واقتصادي وكذلك ايجاد مراكز للنشاط التجاري بمناطق حرة تخدم شمال الخليج العربي وتشجع الاستثمار في هذه الجزر بمشاركة جهات متعددة الجنسيات وتوفير مناطق آمنة ومستقرة وفتح مجال التعاون مع دول الجوار وربط مشروع تطوير الجزر مع مشروع طريق الحرير وهو ما سيجعل العلاقات التجارية الاقتصادية وطيدة ونامية، كما ان طريق الحرير الصيني له دوره الفعال لأغراض الخدمات والتجارة فقد ربط طريق الحرير أطراف العالم وقرب ثقافات الشعوب.
وبهذه المشاريع الاستثمارية والاقتصادية ستؤمن حياة كريمة للشعب الكويتي حيث تعد هذه المشاريع التنموية الهادفة حيوية وشبيهة بالنظم المتبعة في كل من هونغ كونغ ومضيق جبل طارق ولكسمبورغ وسنغافورة والصين.
من هنا لا بد أن تعطى هذه المشاريع التنموية الأهمية القصوى لتدارك الأوضاع الاقتصادية الحالية حتى لا نكون تحت رحمة تذبذب أسعار البترول ونضوبه.
كما لا بد من دعم الاقتصاد الكويتي والمساهمة بالعمل الجاد والفعال في تحويل الكويت إلي مركز مالي وتجاري وتفعيل الرؤية التنموية للدولة، ولتكن رؤيتنا وأحلامنا لهذه المشاريع واقعا عمليا ملموسا ولنجعل من هذه المنطقة الشمالية من الكويت وجزرها أنوارا مشعة تخدم البشرية جمعاء وطرقا ممهدة للخير والأمن والسلام من اجل رفاهية وسعادة الإنسان ومن اجل مستقبل آمن ومزدهر للأجيال القادمة.
[email protected]