وسميه المسلم
يمر العالم في الوقت الحاضر بمرحلة مهمة من مراحل النمو السكاني والتي تأخد شكلا متسارعا وخاصة في الدول النامية، فالزيادة السكانية تحتاج إلى توفير الوسائل الأساسية لحياة إنسانية كريمة بتوفير فرص العمل وتوفير الغذاء والمسكن والعلاج الصحي والتعليمي ووسائل النقل وإلى غير ذلك من الخدمات.
والإحصاء السكاني أصبح من أهم الظواهر التي تساير ركب الحضارة والبيانات والإحصاءات وتقدير آثارها والتنبؤ بالتطورات المتوقعة في المستقبل القريب والبعيد.
وقد تم تقدير سكان الكويت عام 1868م وبلغ آنذاك حوالى خمسة عشر ألف نسمة وتم تقدير أخر للسكان عام 1921م وبلغ حوالى 160 ألف نسمة وارتفع هذا العدد عام 1953م إلى 250 ألف نسمة بسبب تدفق الأيدي العاملة من دول أخرى وخاصة بعد اكتشاف البترول.
وبلغ عدد سكان الكويت حسب تاريخ شهر سبتمبر 2017م 4.472.164 نسمة نسبة عدد الكويتيين 30% ونسبة عدد الوافدين 70% وهناك قلق متزايد على المستقبل القريب بسبب عدم التوازن في التركيبة السكانية بين أعداد الكويتيين وأعداد الوافدين لذا لابد من وضع قيود ورقابة واعية على عمليات التوظيف وتعطى الأولوية للكويتيين والخبرة المماثلة لإخوانهم في الإنسانية الوافدين، فالكويتي في بلده أولى بالوظائف العامة كما هو في بلدان العالم، وهناك كفاءات كويتية شابة مخلصة تستطيع إدارة الدولة بطريقة الإحلال الوظيفي والتخلص من العمالة الزائدة السائبة الهامشية، فالتركيبة السكانية تصبح مشكلة عندما ترافقها البطالة أو العمالة الزائدة السائبة، إذ لابد من التخلص من العمالة الهامشية السائبة بسبب كثرة مشاكلها الاجتماعية.
وخطورة نسبة زيادة أعداد الوافدين على عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية كبيرة، وهذه الزيادة السكانية يقابلها ازدياد الطلب على الغذاء وعلى الخدمات كالعلاج الصحي والتعليمي وتوفير المسكن وفرص العمل والمواصلات.
لذا تستدعي تلك الزيادة السكانية دراسة اتجاهات النمو السكاني وتنظيم حركة الوافدين على أن يكون المقياس المهنة التي يشغلها الوافد ووضع ضوابط لتجديد إقامات الوافدين غير المؤهلين والحالة الاجتماعية «العزاب» ووضع الخطط المستقبلية الملائمة للنمو الاقتصادي والاجتماعي وتقليص أعداد العمالة الهامشية التي لا عمل لها وتنظيم علاقات العمل الاجتماعية والاهتمام بالقوى العاملة وإحلال الكويتيين محل الوافدين لوجود فائض كبير من الكويتيين الجدد والتخصصات التي بها تضخم وظيفي كبير.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.