الثروة الحقيقية البشرية للأوطان هم الأبناء لأنهم عماد المستقبل، وعلى أيديهم تنهض أمتهم وتزدهر وترتقي إلى أعلى المستويات، ومن أهداف التعليم تعديل وتغيير سلوك المتعلم لصالح وطنه وأمته، وإعداد أجيال مثقفة وواعية تقود المجتمع نحو آفاق مستقبلية مليئة بالطموحات والصراعات والمناقشات.
والغاية العظمى للتعلم هي المتعلم وما يجب أن يتمتع به من صفات وسمات شخصية وأخلاقيه. وارتقاء الأوطان وازدهارها ورقيها مرهون على أيدي أبناء الوطن المخلصين ومن يعمل بجد وعزيمة واجتهاد. وفساد الأمم وتردي أحوالها وانهيارها إذا ظهرت الرشوة والغش والجريمة والسرقة والكذب والدسائس والشائعات. والمعلم هو المحور الفقري والأساسي في العملية التعليمية، لذا عليه أن يكون متمكنا من مادته العلمية وذا ثقافة عالية وسعة الاطلاع وأن يختار الطريقة المناسبة لعرض مادته العلمية بالتخطيط المسبق والتحضير الدقيق ولديه حسن التصرف وسرعة البديهة وضبط النفس وعدم الانفعال والعمل المنظم مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين ومتابعة المستجدات العلمية الحديثة على الساحة التربوية.
والاختبارات المدرسية تعتبر مهمة ومقياسا لنتائج التعليم وقياس نمو المتعلمين. ومن أسباب لجوء الطالب إلى الغش، وهي ظاهرة غير أخلاقية، قد تكون بسبب أساليب طرق التدريس المتعبة وعدم تنوعها، حيث مازالت طرق التدريس المتعبة هي طريقة التلقين والحفظ والاستذكار والاستظهار والكسل الفكري وعدم التركيز على طرق التدريس الحديثة كالتعلم الذاتي مثلا، فالتدريس لم يعد الغرض منه تثقيف عقول الطلاب وإيقاظ ميولهم وتكوين شخصياتهم وإعدادهم للمستقبل، بل وجهتهم إلى طرق تدريس قديمة وهي عملية التلقين ثم الحفظ والاستظهار وعملية حشو الأذهان، فلا توجد مطالعة حرة ولا بحث شخصي ولا نشاط اجتماعي أو هواية عملية أو رياضية، وهذا شجع المتعلم على اللجوء للغش ومشاكله الانضباطية والإدارية، لذا وجب التنوع في أساليب طرق التدريس الحديثة.
والغش ظاهرة غير تربوية والحد منها بوضع قوانين صارمة لكبح جماح الغش حتى لا يتساوى قياسيا المجتهد والمجد في دراسته مع من أهمل دروسه وواجباته المدرسية، وعلى القيادات التربوية تطوير وتحديث المناهج والكتب المدرسية بوضع خطط استراتيجية تربوية علمية بحيث تواكب التطورات المعرفية والعلمية التي تتزايد في كل ثانية، مع أخذ جوانب تنمية المتعلم من أجل نشأة مواطن صالح وناجح، فالاستنتاج والتحليل والتفكير الناقد الإبداعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات ومصاحبة الأنشطة للمنهج وتنمية ميول المتعلمين وتعلم المهارات وتعلم الاتجاهات والقيم وتشجيعهم على القراءة الحرة وتدريبهم على طرق وأساليب التعلم الذاتي وإعداد الأبناء للمستقبل وتعويدهم مسؤولية تعلمهم بأنفسهم مع الاهتمام باللغة العربية. والمعلم هو محور العملية التعليمية، لذا وجب وضع برامج الإنماء المهني للمعلم بعمل دورات تدريسية مكثفة ومستمرة له والتكيف مع المستجدات التربوية والعلمية الحديثة.
المعلم له احترامه وتقديره وتبجيله، ومهنة التدريس من أشرف المهن، فالمعلم يشقى ويتعب في سبيل تبديد الظلام وإنارة دروب الخير من أجل المتعلم ليصل إلى أهدافه ومبتغاه.
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
[email protected]