من نعم الله علينا أن حبانا سبحانه وتعالى بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد القائد الإنساني الذي يتميز بالحكمة وحسن التصرف والرزانة وبعد النظر، فضلا عن دوره الإنساني الفعال في نشر السلام مدافعا عن الحق بين الأطراف المتنازعة وإطفاء نار الفتن والتفرقة والصراعات الإقليمية ودوره الإيجابي في حل الخلافات، وكذلك حبانا الله بمجلس الأمة المنتخب من الشعب ودوره باستظهار الآراء وسن القوانين.
والاستشارة تضيف كسبا ونفعا والأفضل والأصوب والرأي يكون أقرب إلى الموضوعية بالاستفادة من الرأي الآخر، نحن نعيش بين أقاليم ملتهبة بالحروب والدمار وتفتقد الأمن والاستقرار والتدهور والتخلف الاقتصادي والإنساني، وهذا قد يؤخر النمو الاقتصادي والعلمي والاجتماعي.
وتدهور الأمم بسبب حالات الحروب والدمار والقتل والتشرد والهجرة قد يؤخرها إلى التخلف والضعف، فالمنازعات تؤدي إلى الفشل في إنجاز التنمية والبناء وقد تدفع الدول ثمنا باهظا لتلك الحروب من أرواح أبنائها ومن ثرواتها ودمار في البنية التحتية وضياع الممتلكات والثروات والضغوط الاقتصادية وشعور الشعوب بالقلق واليأس وانعدام الثقة وتصاعد نسبة البطالة بين الفئة الشبابية فيتعرضون لحالات الإحباط من القدرة على بناء مستقبلهم وتأسيس حياة كريمة وميزانيات الدول صرفت لبرامج التسلح والدفاع وهدرت أموال طائلة لتلك الحروب، لذا لابد من معالجة حالات الاضطرابات والحروب حتى تصل هذه الدول إلى مستوى الاستقرار والأمن، فالتجمعات المؤسسية لابد أن يكون لها دور فعال ونشط لمعالجة بقع الاضطرابات ومكامن الخلل كمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وتأسيس مؤسسات تعمل لتوحيد الصفوف وإطفاء فتن النزاع والتفرقة حتى تصل هذه الدول إلى مستوى الاستقرار والأمن والأمان.
واضطراب العلاقة بين الدول قد يحول دون التقدم لمشاريع تنموية وعلمية وقد تحتاج مجتمعاتنا إلى ثورة ثقافية واحترام الرأي الآخر لنربي الأجيال على الحوار والنقاش وآداب واحترام الرأي المخالف ومبادئ التعايش السلمي بين الشعوب وثقافة العمل وتكريس روح العمل الجماعي مع الآخرين من أجل مصلحة المواطن العربي، ففي التعاون ترويض النفس على المرونة وحسن التوافق.
والتعاون بين الدول وتنسيق الجهود والمواقف وبحث العلاقات فيما بين الدول بكل وضوح وشفافية في طريق التفاهم والتعاون ونبذ الكراهية والحقد.
الوطن العربي يمتاز بثرائه الروحي والحضاري ويمتلك الثروات النفطية والغازية وموقعا جغرافيا استراتيجيا مميزا وتتوافر مختلف الإمكانات المادية والبشرية، فعلينا المحافظة على تلك الامتيازات والثروات بنشر السلام ونبذ العنف والطائفية ورأب الصدع وسد الثغور ورتق الفتوق فيما بين شعوب المنطقة وحل الخلافات واحترام الآراء والتعاون المثمر فيما بينهم من أجل الاستقرار والأمن حتى يتيح الفرصة للإبداع والتنمية والبناء ليعيش الإنسان العربي حياة كريمة عنصرا فعالا ومنتجا في وطنه.
اللهم أدم على كويتنا الغالية نعمة الأمن والأمان.
[email protected]