في أوقات فراغنا نبحث عما يمتعنا ويؤنسنا وبما يفيدنا معرفة وعلما وثقافة قد يكون بمشاهدة الكثير من البرامج عبر وسائل الاتصال فيها التلفاز والمذياع أو من خلال قراءة كتاب والصحف والمجلات أو من خلال شبكة التواصل الاجتماعي الأجهزة الإلكترونية وهي الشائعة في وقتنا الحاضر ومن محاسن الصدف أثناء تصفحي جهاز الموبايل لبرنامج اليوتيوب you tube شاهدت برنامجا اسمه قصص العرب على قناة اسمها المبدأ من تقديم الشاعر والأديب والكاتب وشاعر القلطة والمحاورة مبارك بن شافي الهاجري، حيث يتميز الكاتب بغزارة معلوماته ووفرة اطلاعه وثقافته الواسعة وهو عالم بفنون الأدب والعلوم والتراث الأدبي القديم والحديث، وقد مهد للمشاهد وللمستمع الطريق الواضح في سرد القصص وبما يمتلكه من فن الإبداع في سرد القصص بطريقة سلسة ومشوقة وغير مملة وتحمل في طياتها الكثير من المعاني والحكم والعبر وقد نستقي من مناهل قصص العرب الأخبار والعلوم العذبة الصافية فيها من العلوم النافعة والمفيدة والعجائب.
وقصص العرب جامعة لكل المعارف والفنون الأدبية والطرائف وأخبار الأولين والسالفين وهي قصص نطقت عن الأحياء والموتى والذكر الطيب بعد الممات وهي مخزن الودائع وقبر الأسرار وتحتوي تلك القصص على المعاني والفضائل ومكارم الأخلاق وقد نستخرج المعادن النفيسة والدرر والجواهر التي تسر النفس وتسعدها من بحور تلك القصص ونستخلص منها الحكم والمواعظ وقصص العرب كالحديقة الغناء وهي كالشجرة تؤتي أكلها كل حين وبألوان مختلفة وطعوم متباينة وكذلك فيها من الورود المختلفة الأشكال بألوانها التي تسر الناظرين وقصص العرب متنوعة في مضمونها ومكانها وزمانها فيها النصح والإرشاد والمشورة وعن مكارم الأخلاق وبر الوالدين والمتصدقين بأموالهم وإكرام الضيف والمعروف والمروءة والشهامة والتسامح وعن نوادر الكلام والفكاهة والطرائف وعن العرب حياتهم وأخلاقهم وثقافتهم وأرضهم والفروسية وإلى غير ذلك.
والأديب الكاتب استطاع أن يختار من القصص ذات المغزى والفائدة وهي من مختلف العصور القديمة والحديثة ومن تجارب الكاتب الشخصية ومن ما تناقله بعض الأشخاص في سرد القصص ومن قراءته الشخصية الكثيرة والمتنوعة والمشاهد والمستمع لهذه القصص يجد فيها الكثير من الامتناع بما يمتع النفس ويفتق الذهن وينبه الغافلين عن خبايا وعلوم الحياة وفيها تنوير الأذهان والقلوب وإذكاء سراج الفكر والتنبه للطرق الواضحة والسالكة وتبديد الظلام وإضاءتها لكل الأمور الشائكة والعقبات التي تعرقل القضايا والأمور.
استطاع الكاتب أن يزيل الغموض واللبس لدى المشاهد والمستمع عن سبب ومناسبة وقصة ما قيل في موضوع بعض القصائد الشعرية سواء كانت نبطية أو شعرا باللغة الفصحى وكذلك بالنسبة للأمثال والحكم العربية والشعبية ومناسبة موضوعها.
لربما وأتمنى أن تتحول تلك القصص إلى مشاهد تمثيلية سينمائية أو من خلال شاشة التلفاز طبعا لفائدتها بآثارها ومغزاها وتأثيرها على المتلقي المشاهد، وذلك حتى تعم الفائدة لأكبر شريحة من المجتمع وأتمنى أن تحفظ قصص العرب وتوثق حفظا لها من الضياع والاندثار.
شكرا للكاتب المبدع الأستاذ مبارك بن شافى الهاجرى ومزيد من التقدم والنجاح والعطاء والإبداع.
[email protected]