تمر منطقتنا بحركة من التطور الحضاري والثقافي وسرعة الاتصالات العالمية وحركة النقل السريعة والانفتاح العالمي وغزارة المعرفة العلمية، وقد تستهدف خير ورفاهية الشعوب، ولكن صاحب هذا التغير في نمط الحياة ظواهر اجتماعية ذات طبيعة سلبية كظاهرة انتشار الطلاق وبأعداد كبيرة، وقد يترتب على هذه الظاهرة انعكاس سيئ على الأسرة والأطفال والمجتمع، فعندما تتفاقم العلاقات الزوجية ويسود سوء التفاهم بين الزوجين فقد شرع الإسلام الطلاق لحل هذه المشكلة الاجتماعية، فالطلاق قسوة مكروهة لأنه أبغض الحلال عند الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل الإسلام الطلاق آخر الدواء، فالطلاق الهدف منه إنهاء عقد الزواج إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، والهدف من الزواج تحصين الأسرة من الضياع والدمار، وقد يكون من فوائد الزواج إبقاء النسل وتكاثره وأن يبقى من بعده ولد صالح يدعو له وتحصين النفس وتحصين دينه، والزوجة الصالحة تعين زوجها على أعباء الحياة وتدير منزلها ورعاية أطفالها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، نصحت امامة بنت الحارث ابنتها عند زواجها: «أي بنيه) إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، وعشك الذي فيه درجت إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبدا، احفظي له خصالا عشرا تكن لك ذخرا، أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة، وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم إلا أطيب ريح، وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة، وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، في العيال حسن التدبير، وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصن له أمرا، ولا تفشن له سرا، فإنك إن خالفت أمره أوعزت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما، والكآبة بين يديه إن كان مزحا».
على الزوج أن يكون صبورا وحريصا بالوفاء لحقهن، يتغافل عن زللهن ويصونهن، ففي بداية الزواج على الزوج أن يصبر على زوجته لكسر حدة التوتر والغضب والصبر على الأطفال، فالطلاق في الإسلام قسوة مكروهة لأنه أبغض الحلال عند الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل الإسلام الطلاق آخر الدواء، وقد يكون الطلاق أرحم بالمرأة من علاقة منغصة تربطها برجل يجفوها ويبخل عليها بقوتها، وعندما تتفاقم العلاقة بين الزوجين في المحيط العائلي يواجه الأطفال الكثير من المشاكل، ونشأة الطفل في أسرة محطمة بانفصال الأم عن الأب بالطلاق قد يكون مؤثرا فيه، حيث يؤدي إلى جنوحه وانحرافه، فالطلاق يمثل أحد المشكلات الرئيسية التي تواجه الحياة الأسرية وهو الحل الأمثل، يخلص الزوجين من الجو المشحون بعدم تقبل كل منهما للآخر، وهناك أسباب حدوث الطلاق - «في الجزء الثاني».
[email protected]