بكل الشكر والامتنان تلقيت دعوة كريمة من السادة الكرام رئيس ونائب الرئيس لجريدة «الأنباء» الغراء لحضور ندوة برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد في شهر رمضان موافقا لشهر يونيو سنة 2017م لعرض ومناقشة مشروع تطوير الجزر الشمالية للكويت والمحاذية لجون الكويت وهذه الجزر «وربة ـ بوبيان ـ مسكان ـ فيلكا ـ عوهة» وربطها مع المشروع الصيني طريق الحرير وما لمسناه من عرض للمشروع بالتحليل والمناقشة بأهمية هذا المشروع العملاق والحيوي والتنموي الاقتصادي بالفوائد التي تجنى من وراء هذا المشروع، حيث تعود فوائده للمواطن وللوطن، وكذلك ستعود فوائده عالميا وإقليميا، ومتأملة خيرا بأن ينجز هذا المشروع بأسرع وقت ولاسيما نحن نعيش بين أقاليم ملتهبة الصراع وغير مستقرة وغير آمنة.
ونعلم جيدا أن اقتصاد الكويت يعتمد اعتمادا كبيرا على مصدر اقتصادي واحد وهو البترول، وفيه الكثير من المخاطر أن 95% من موارد الكويت من البترول، وهنا تكمن الخطورة في تأثيره على الاقتصاد وهي ثروة طبيعية معرضة للنفاد والنضوب وسيطرته على الاقتصاد وتذبذب أسعاره وسيفقد قيمته بسبب وجود البدائل مثل النفط الصخري، وكذلك نعلم أن هناك تزايدا في أعداد النمو السكاني وعدم التوازن في التركيبة السكانية بين أعداد الكويتيين والوافدين، وتصبح مشكلة عندما ترافقها البطالة، لذا كان من الضروري تنويع مصادر الدخل وإيجاد البدائل بخلق اقتصاد ثابت ومتين ومتنوع المصادر والقضاء على البطالة تحقيقا للرغبة السامية وايجاد فرص العمل لآلاف الخريجين من المعاهد والجامعات العلمية في المستقبل، وسمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، كرس الاهتمام بالثروة البشرية من أبناء الشعب الكويتي وهي القيمة الحقيقية.
وتحقيقا لرغبة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في جعل الكويت مركزا ماليا واقتصاديا عالميا «كويت سنة 2035» بتطوير الجزر الشمالية وربطها مع مشروع طريق الحرير الصيني وبمشاركة الصين الدولة العظمى والتي أصبح لها نفوذ اقتصادي عالمي، وحتى لا تكون الأوضاع الاقتصادية الحالية تحت رحمة تذبذب أسعار البترول ونضوبه، لذا لا بد من تطوير الجزر، ولإيجاد فرص العمل والقضاء على البطالة لا بد من دعم الاقتصاد الكويتي بشكل فعال بإنجاز هذه المشاريع المهمة وقد تكون سنغافورة وهونغ كونغ ولكسمبورغ ومضيق جبل طارق لديها نفس التجارب، حيث استطاعت تلك الدول تأمين حياة كريمة لشعوبها بإعداد مشاريع تنموية هادفة، ولكن علينا الأخذ بعين الاعتبار الاحتفاظ بهوية المجتمع الكويتي وبعاداته وتقاليده وبناء المواطنة والعمل على أساسها وبتطوير الجزر الشمالية ومدينة الحرير وجعلها مناطق حيوية استثمارية واقتصادية وثقافية واجتماعية وترويجية وسياحية وإيجاد مراكز للنشاط التجاري في مناطق حرة وتوفير مناطق آمنة ومستقرة وربط المشروع مع طريق الحرير الصيني ودوره الفعال لأغراض الخدمات، والتجارة بهذه المشاريع الاستثمارية والاقتصادية ستؤمن حياة سعيدة آمنة للشعب الكويتي ولا بد أن تعطى هذه المشاريع الأهمية القصوى لتدارك الأوضاع الاقتصادية الحالية بأقصى سرعة بسن القوانين والتشريعات اللازمة لهذا المشروع الحيوي وبإنشاء مدينة الحرير والجزر لتحقيق الأهداف المرجوة منه اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بانشاء مدن متطورة وحديثة تتناسب مع ثقافة مجتمعنا والعمل الجاد بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري، ولتكن رؤيتنا لهذه المشاريع واقعا ملموسا من أجل مستقبل زاهر للوطن وللمواطن وللأجيال القادمة.
بالأمن والاستقرار تعلو الهمم، وبالإخلاص في العمل والتكاتف والتعاون تبنى الأمم وتنهض الى العلياء والتقدم.
حفظك الله يا كويتنا الغالية.
[email protected]