يستمد إقليم حوض الخليج العربي أهميته وقوته وقيمته الاستراتيجية والاقتصادية بسبب موقعه الجغرافي المميز، حيث يقع بين خطي عرض 24 درجة و 40 درجة شمالا من خط الصفر خط الاستواء وبين خطي طول 48 و 57 درجة شرقا من خط الصفر غرينتش، أي يقع في العروض المدارية الحارة حيث تظل الموانئ الساحلية الخليجية مفتوحة طوال العام بعكس الموانئ بعض الدول الأوروبية، حيث تتجمد مياهه فترة فصل الشتاء، لذا تتوقف حركة النقل للتجارة العالمية.
ويقع إقليم حوض الخليج العربي في جنوب غرب قارة آسيا وهو على شكل ذراع الذي يتصل من طرفه الجنوبي عند مضيق هرمز ويربط بين خليج عمان والمحيط الهندي بالخليج العربي ويحده من الشرق الساحل الإيراني، ومن الغرب يحده كل من الكويت والمملكة العربية السعودية وجزر مملكة البحرين ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، أما من ناحية الشمال فيحده العراق عند مصب نهر شط العرب وهو نتاج التقاء نهري دجلة والفرات ويصب في شمال الخليج العربي.
وكذلك ترجع أهمية إقليم حوض الخليج العربي بسبب اكتشاف منابع البترول وثرواته النفطية الضخمة والاحتياط المتزايد من البترول وهو عصب الحياة وأكسب منطقة الخليج مكانة دولية وعالمية سواء للنظام النقدي العالمي أو لموازين المدفوعات للدول العربية وللعديد من دول العالم الثالث وبالذات العربية والإسلامية، وبرزت أهمية الخليج اقتصاديا بعد اكتشاف النفط وازدهرت المنطقة بشكل تدريجي، فبعد الاعتماد على الحرف اليدوية أصبح الاعتماد على الوقود النفطي كمصدر أساسي في الحياة الاقتصادية، والاعتماد المتزايد في وقتنا الحاضر على الوقود النفطي يكشف قيمته الاستراتيجية في الصراع الدولي على الموارد النفطية، وبرزت أهميته الاقتصادية وخاصة بعد اكتشاف البترول.
ويعتبر مضيق هرمز الذي يقع جنوب الخليج العربي ويربط بين الخليج العربي وخليج عمان - المحيط الهندي وهو المتحكم في مدخل الخليج العربي وهو المنفذ الوحيد له، ويعتبر معبرا إستراتيجيا يعبر من خلاله أضخم ناقلات البترول والتجارة العالمية إلى الأسواق العالمية، والبترول مادة إستراتيجية تلعب دورا خطيرا في الحروب الحديثة ووسيلة الامداد الوحيدة للطائرات والبواخر والقاطرات.
ويقع مضيق هرمز على طريق الملاحة العالمية ويعتبر بوابة الخليج ومن أهم الممرات والمضائق في العالم، لا سيما أن إقليم حوض الخليج العربي يتوسط القارات الثلاث آسيا - أوروبا - أفريقيا، مما أدى إلى تنافس القوى الكبرى في السيطرة على مياهه منذ بداية القرن الخامس عشر.
ومياه الخليج ضحلة نسبيا ومتوسط عمقها 91 مترا ويزداد العمق من الشرق عند السواحل الإيرانية، وكلما تقدمنا جنوبا يزداد العمق بالغرب من مضيق هرمز حيث يصل العمق إلى 110 أمتار، أما على السواحل الغربية المطلة على الدول العربية الخليجية فيصل العمق إلى حوالى 37 مترا.
والخليج العربي عبارة عن ثنية مقعره يزداد عمقها في الشرق، ولهذا السبب فإن خطوط الملاحة الدولية في الخليج تحاذي في الغالب الساحل الشرقي.
ويبلغ عرض الخليج بين 200-300 كيلومتر ويقل العرض عند مضيق هرمز ليصل اتساعه إلى 40 كيلومترا.
ومضيق هرمز يعتبر من أهم الممرات المائية بسبب مرور أكثر من مائة سفينة تمر يوميا من خلاله محملة بالبترول، ففي عام 1973 كان ينقل عبر مضيق هرمز ما يعادل 18.5 مليون برميل يوميا من النفط.
ومن يستطع السيطرة عليه يستطع أن يتحكم في خطوط الملاحة العالمية، ومضيق هرمز هو مصدر قوة الحياة والانتعاش الاقتصادي والاجتماعي والنمو الصناعي لإقليم حوض الخليج العربي ولجميع دول العالم.
[email protected]