في الذكرى الـ 29 من الغزو العراقي على دولتي الغالية الكويت وهي ذكرى جدا مؤلمة على نفوسنا لأنها أتت من الجار الجغرافي الشمالي وهو شقيق عربي مسلم لم تردعه جيرة ولا عقيدة ولا خصال وعادات وتقاليد عربية أصيلة، كان عدوا مملوءا بالحقد والحسد اجتاح بلادي الغالية الكويت في الثاني من شهر أغسطس سنة 1990 في جنح الظلام اتخذ اسلوب المباغتة وهو فعل دنيء ومنحط الاخلاق من أجل التدمير والسرقات والتعذيب وأعمالهم الإجرامية الوحشية بقرار من القيادة السابقة التي ادارها حزب البعث وبأوامر من قائدهم والتي اتسمت قيادته بالطيش وعدم الكفاءة والمغامرة وغياب وعيه ما أدى إلى تدهور وأضرار وخسائر كبيرة على الشعب العراقي.
كذلك تدهورت مصالحه مع جيرانه بسياساته التدميرية والعبثية الحمقاء والطائشة، وسلك سلوكا أرعن، اسلوب الغاب وكأننا في العصور الغابرة القديمة، وغاب عن وعيه ولم يعلم أن العالم تحكمه القوانين والشرائع والأنظمة الدولية وقرارات مجلس الأمن.
وظهرت معادن الشعب الكويتي الأصيل في ظل أزمة الغزو العراقي الغاشم بالتفافه حول قيادته الشرعية ولأننا شعب نتمتع بحرية الرأي والديومقراطية ولدينا مجلس نيابي منتخب من الشعب بذل الشعب الكويتي الغالي والنفيس بتكاتفهم وتلاحمهم وصمودهم أمام المعتدي الغاشم في سبيل رفعة شأن الوطن الغالي ضد المغتصب الغادر والتفاف حكومات وشعوب دول الخليج العربي لمناصرة قضيتنا العادلة.
لا ننسى موقف المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا والملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - من الأزمة متضامنا مع الكويت وموقفه التاريخي «يا نبقى أو نزول سوا» ولا ننسى مواقف دول الخليج العربية الشقيقة من حكومات وشعوب كل من البحرين وقطر والامارات وسلطنة عمان كانوا لنا البلسم الشافي في هذه الأزمة المؤلمة وهذه حقائق يشهد عليها التاريخ.
فالعراق أرض الحضارات ويعتبر العراق من الدول العربية الغنية فهو يمتلك من الأراضي والمساحات الشاسعة والمترامية الأطراف، ويمتلك مقومات الصناعة والزراعة، كما يمتلك مصادر الطاقة من البترول والغاز الطبيعي ويجري به نهران عظيمان هما نهرا دجلة والفرات، ولديه محاصيل زراعية نقدية، ويمتلك اكثر من 30 مليون نخلة تمر، ولديه ثروة بشرية بها أكثر من 23 مليون نسمة.
لنفتح أبواب الخير بين الكويت والعراق ونقفل أبواب الشر وأعمال الدناءة والخيانة والتآمر على الجيران التي ساقت شعوب المنطقة إلى التدهور والضياع وانتهى فصل السفاهة والحكم بعقلية المغامرات والمؤامرات الحمقاء إلى فصل الرشد والعقلانية والمنطق بإدارة الأمور بروية وتأنّ وبفضل الرؤية المستقبلية الواعدة لأميرنا الغالي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أمير الإنسانية بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ولصالح شعوب المنطقة بتدشين منطقة التجارة الحرة بمنافعها الكثيرة حيث تعود بالفائدة على الدولتين وعلى شعوب المنطقة.
لنفتح صفحات جديدة بيضاء فيما بيننا ولنصفّ النفوس والنوايا بما عانيناه سابقا من مرارة الخداع والتضليل واتجاهنا بعيدا عن الجوار الجغرافي ولكن أملنا الكبير في القيادات العراقية الحالية بالسير في دروب الخير والصلاح والطريق العقلاني والعقول المستنيرة متطلعة إلى رفاهية شعوبهم وحرصهم على بناء حياة كريمة لشعوبهم بالأمن والاستقرار وحرصهم على جعل العراق منارة مشعة للسلام والمحبة للخير بالنوايا الطيبة وبالعيش الكريم مع كل الجيران.
[email protected]