(1)
يا دار فيچ أحبابنا والقرايبْ
يا دار فيچ ارزاقنا والأطايبْ
ما يوم تذكارچ عن البال غايبْ
أهل الكويت أهلچ لهم عالي الدُّورْ
وْهُمْ لهم في كل ما زاولوا دُوْرْ
تشهد لهم بالمرجلة كل البحورْ
يا دار من حَدَّچْ على الشر خايبْ
(2)
صرنا انتذكر بُومنا فوق الأمواجْ
رافع اشراعه طالبٍ رب الأفراجْ
ياتيكْ مِنْه الرزق إن كنت محتاجْ
مضى الزمن وأهل البلاد المجدِّينْ
أبوامهم دايـــم تـدور البلادينْ
وإذا قضى الموسم يجونا امعلينْ
وْسوق الكويت إبْجَدِّهم بالعمل راجْ
(3)
في الغوص تلقاهم ابعزم يغوصون
وابكل هير في البحور ايتقصونْ
وإن شافوا المحار زينَهْ يِخِصُّونْ
حياتُهم جـــدٍّ وصبرْ وْعَمَلْ
كل يعيش أوْ في خياله أملْ
يرجون من رب السما ما حَصَلْ
والله يحفظهم بالأبحار ويُصُونْ
(4)
ما قصروا بالعون في كل حالَهْ
دَارَوا يبون الرزق في كِلْ مجالَهْ
في البر ويا البحر شافوا العبالهْ
الأشرعة من فوق الأمواج تجري
والنوق في البرانْ بالليلْ تسري
وأسواقهم حُرهْ بها الكل يشري
لا تْظِنْ نلقى عن بلدنا بدالهْ
(5)
أبوامهــم لِفْرِيقـــيِا وصَّلـــوها
وأرزاقهم عقب التعــب حَصَّلوها
وكل المشـاكـل لو جــــرت إفصلُوها
وبالبر سارت نوقهم كامل اليومْ
أَو بالليل سارين ولا عندهم نومْ
وبالصبح صاروا في حلب مثل الحلومْ
هذي بلاد الخير لا ترخصوها
(*) «الزهيري» نوع من الشعر النبطي المكتوب باللهجة العامية، ويتكون من مقطوعات شعرية تكتب من سبعة أشطر، تكون قافية الثلاثة الأولى واحدة، ثم تكون قافية الثلاثة الأخرى مختلفة عنها، ويعود الشاعر بعد هذه الأشطر في الشطر السابع إلى قافية الأشطر الأولى، وهذه المقطوعة تسمى «الزهيرية»، وليس هذا مقام بيان سبب التسمية، فإن الحديث في ذلك يطول، وهو مجال خلاف بين المهتمين بهذا النوع من الشعر، أما من حيث ما تشتمل عليه الزهيرية فهو التعبير عن فكرة يريد الشاعر ان يعبر عنها، وهو في ذلك يُفرِغُ كل ما يريد ان يقوله في مقطوعة واحدة، وإذا أنشأ عددا من المقطوعات وجدناه يأتي بأفكار جديدة بالاضافة الى حرصه على السير وفق النمط الذي ذكرناه، ومن الجدير بالذكر ان هذا الشكل من أشكال الزهيريات ينتشر عندنا في الكويت وفي كثير من البلدان المجاورة، أما في بلدان أخرى مثل لبنان وسورية وفلسطين فإن أشطر المقطوعات مختلفة في عددها، حيث تتراوح ما بين الخمسة والأربعة أشطر.
يستغل المغنون هذه الزهيريات في كثير من البلدان، فيتغنى بها الكثيرون منهم تحت مسمى الموال، وتكون طريقة الغناء في غير الكويت والبحرين بأسلوب المنشد المنفرد المصحوب بآلات موسيقية، وهو عندنا مرتبط بالغناء البحري الذي له طرقه وأساليبه الخاصة.