(1)
لا تخاصم الناس إلا بالذي يرضي
لو رحت أو جيت بين الطول والعرضِ
كل حاجةٍ لكْ ولو طال الزّمَن تقضي
هَدِّ الأمور وطيِّبْ خاطرك دايمْ
خَلِّكْ مع الكل واتعيش الدَّهَر سالمْ
الطيب هُوْ يِنفِعِكْ، لا تسمعْ اللايمْ
قِطْ الشِّقا بالبحر وابقَى على الأرضِ
(2)
خَلْ التّصافي مع الأصحاب في بالكْ
خلِّك على الدوم لِدْروب السَّنَعْ سالكْ
تلقى السعادة، وتلقى بالهنا فالكْ
أصْلِحْ إذا شفت بعض الناس مختلفينْ
لا تترك الشَّرْ يِكْبَرْ كِلْ حين أوْ حينْ
كَفّكْ عن الشر هذي سيرة الطيبينْ
في راحة البال يحيا بالأمل حالكْ
(3)
قوم ابصلاتك وْأَدّ ابوقتها لِفْروضْ
طاعة إلهكْ أمرْ من خالقك مفروضْ
لا تترك الدين وتبقى في السفاهه اتخوضْ
واذكر نبيّك محمد هادي الأمَّة
نَوَّر لنا الأرض وكانت من قبل ظَلْمَهْ
واللي تفرق من الأمة أهُو ضَمَّهْ
الدين مطلوب والمنكر ترى مرفوض
(4)
مكتوب ومعلوم إن الأمة منصورهْ
وإن چان شافت عَدُوْها طَايفٍ طورهْ
تِقدرْ تِذِلَهْ وتهدم كاملْ اقصورهْ
هذا الوعد من إله الكون رَبّ الناسْ
إحنا اللي فينا على العدوان كل الباسْ
ثِقْ بالذي قال ربك واترك الوسواسْ
الاسلام عالي ورافعْ عَالِي انْشُورهْ
(5)
يا ربنا قلت عَبْدي اسعى وأنا أعينكْ
واحنا دعيناك وثَبِّتْنا على دينكْ
كِلْنا عبيدك وطول الوقت داعينكْ
شعشع علينا مع الهادي شعاع النورْ
رافع نبينا محمد بيرق منصورْ
ينشر ابفضله الهداية ويكسر المغرور
يا خالق الكون إحنا اليوم ناصينكْ
(*) «الزهيري» نوع من الشعر النبطي المكتوب باللهجة العامية، ويتكون من مقطوعات شعرية تكتب من سبعة أشطر، تكون قافية الثلاثة الأولى واحدة، ثم تكون قافية الثلاثة الأخرى مختلفة عنها، ويعود الشاعر بعد هذه الأشطر في الشطر السابع إلى قافية الأشطر الأولى، وهذه المقطوعة تسمى «الزهيرية»، وليس هذا مقام بيان سبب التسمية، فإن الحديث في ذلك يطول، وهو مجال خلاف بين المهتمين بهذا النوع من الشعر، أما من حيث ما تشتمل عليه الزهيرية فهو التعبير عن فكرة يريد الشاعر ان يعبر عنها، وهو في ذلك يُفرِغُ كل ما يريد ان يقوله في مقطوعة واحدة، وإذا أنشأ عددا من المقطوعات وجدناه يأتي بأفكار جديدة بالاضافة الى حرصه على السير وفق النمط الذي ذكرناه، ومن الجدير بالذكر ان هذا الشكل من أشكال الزهيريات ينتشر عندنا في الكويت وفي كثير من البلدان المجاورة، أما في بلدان أخرى مثل لبنان وسورية وفلسطين فإن أشطر المقطوعات مختلفة في عددها، حيث تتراوح ما بين الخمسة والأربعة أشطر.
يستغل المغنون هذه الزهيريات في كثير من البلدان، فيتغنى بها الكثيرون منهم تحت مسمى الموال، وتكون طريقة الغناء في غير الكويت والبحرين بأسلوب المنشد المنفرد المصحوب بآلات موسيقية، وهو عندنا مرتبط بالغناء البحري الذي له طرقه وأساليبه الخاصة.