عُدت يا شهرُ وقد عاد الأملْ
طاب مجراك إلينا واعتدل
إيه يا شهراً كريما خصه
بالهنا خالقنا عزَّ وَجَلْ
رمضان الخير قد جِئت لنا
بعد عام بالمصيبات اشتعلْ
فلقينا فيه ما كدَّرنا
ومضى والكل منا في وجلْ
كم فقدنا من حبيب بيننا
صادق اللهجة تفديه المُقَلْ
وبكيناهُ وما يُجدي البكا
للمصابين إذا حلَّ الأجلْ
بينمــا نلقــاه نجمــا ساطعــا
إذا رأينا ذلك النجم أَفَلْ
فعلمنــا حكمــة الله بـنــــا
كــل عمـر كـان منــه بأَجَلْ
وابتلعـنــا غصـصــا خانقــة
لم يكن إيذاؤها بالمحتمل
وتكبـدنــا سقـامــا هـدَّنـــا
إذ أتانا بالكرونا في عجلْ
طافــت الآفــاق لا تُبــقي على
أحـــد إلا وبالـــداء اشتمــلْ
وهنــا نحــن لقينــا جانبــا
كان فيه كل سوء قد حصلْ
الكـورونــا داهمتنــا عنــوة
ليس يدري أين تمضي من عَقلْ
لم نَجد في أمرها من حيلة
ولقد دانت لها كُلُّ الحِيَلْ
منعت أبناءنا من درسهم
وسرى السوء إلى سوق العملْ
وبقينا خلف أبواب لنا
نحسب الأيام من غير أَمَلْ
يا هلال الشهر كم من مرتَجىً
نـتـوخَّـــاهُ إذا جـِرمُكَ هَــلْ
نتمنى راحة حتى نرى
موسم الخير علينا قد أَطَلْ
كم لنا من رغبة نُضمرها
لو تُوافينا ليالينا الأوَلْ
حين كان الموطن الغالي بنا
خاليا من كُلِّ أنواع العِلَلْ
فتذكرنا زمانا قد مضى
يُسْعِدُ الروح، به الأنسُ اكتملْ
ينقضي الليل كما قد نبتغي
للزيارات وللدين مَحَلْ
إنهــا الدنـيــا كمـــا نَعْهدُها
كلما الشهر تدَانَــى ووَصَـــلْ
نذكــر الله ونـرجــو فضلــه
فنرى البأس عن الدارِ اضْمَحَلْ
وهــو المنجــى لنـــا مــن كــل ما
يغلب الأنفسَ بالأمر الجلَلْ
يا بني قومي ويا من دَأبُهُمْ
سابغ الفضل ورفضٌ للأقلْ
كـــان آباؤُكُمُ مــن قبلكُـــمُ
أهــلُ خيــر عُرِفــوا منـذ الأزلْ
وبـــلاد العــز هــــذي دارُنا
رفعــت راياتهــا بـيــن الدُّولْ
***
موطنـي وافاك شهر رائع
عن صفات الفضل فيه لا تسَلْ
رحمــات غالـيـــات هبطــت
ما لها في عالم الخير مَثَلْ
فانهــض اليوم لهــا مستقبلا
إذْ أتت بالجودِ غير المختزَلْ
واحمــل الأهل على طُرْقِ الهدى
فزمَــان الغَــيِّ أمرٌ قد رحلْ
قل لهم قوموا إلى ما طلبت
منكم الدار فما عنه بَدَلْ
ليــس بالفرقــة نحيـا أبـداً
أو ننال العز في طول الجَدَلْ
كــم جِــدالٍ منــع الجهــد الذي
بذل الناسُ فأودى وقتلْ
وشِقــاقٍ بيــن قــومٍ حصــدوا
فرقــــــــة تؤذي وجرحا ما اندملْ
ليس مثل الودِّ يبقى ثابتا
باطِّــراح الخُلْفِ أو نبــذ العذَلْ
موطني بحــر من الحــب لنــا
كيف ننساه ونرضى بالوشَلْ
كتـــب الله لـــه عزًّا عــــلا
وحيــــاة لا يدانيـهـــا خَلَـــلْ
وتعالــــى ربـنــا سبحـانــه
هــو مولانــا، عليــه المتَّكَلْ
كــل فــرد رفــع الكـف لـه
ودعـاه بخشــوع وابتَهَــلْ