الحكمة موهبة من أهم المواهب التي تميز بها الإنسان، وهي هبة من الله سبحانه لخلقه، ومن لم يتحلَّ بها فإنه من الأفضل له أن يبذل جهده في سبيل إدراكها بالعلم ومراقبة الحكماء، والاستماع إلى آرائهم، وما يدلون به من حكم.
ولأن الحكمة على هذا المستوى من الأهمية فقد كان رأسها مخافة الله، كما قيل من قبل: «رأس الحكمة مخافة الله»، وهذا قول مأثور نقل عن الماضين، ولايزال يتردد اليوم على الألسنة، ويقرأ في الكتب.
والتحلي بالحكمة أمر فيه من الفضل ما فيه من حيث اهتداء المرء إلى سبيل الرشاد، وإلى الحياة الهانئة، ومن حيث نيله - باتباع الحق - مرضاة الله عز وجل، ونيله محبة الناس وقبولهم له، وبذلك يكتسب خيري الدنيا والآخرة، ولعل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
«الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها أخذها»
مما يدل على أهمية ما ذكرناه، فمن هذا الحديث الشريف يتبين لنا أن من لم يتصف بالحكمة فكأنه قد أضاع ضالة له، وأنه قد أحس بفقدها فصار يبحث عنها، ولذا فإنه يسارع إلى تسلمها وحفظها، والتمسك بها.
هذا، وقد ورد جدل حول صحة هذا الحديث من حيث نسبته إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكننا نغض النظر عن ذلك، لكي نعود إلى ما يدل عليه من معنى مهم. وهو أنه إن لم يكن من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه ما يشير إلى أمر - لا شك - أنه من هديه الكريم.
ومما هو جدير بالذكر أن نضع هنا ما قاله العلماء حول مثل هذا الأمر وهو:
«إن المسلم يأخذ الحكمة من أي وعاء خرجت، وعلى أي لسان ظهرت» وسوف نورد كثيرا من الأقوال حول مصادر الحكمة فيما بعد.
فقد عرف على مدى التاريخ عدد كبير من الحكماء الذين انتقلت حكمهم المأثورة عنهم من جيل إلى جيل، حتى إننا لنقرأ في كتب التراث العربي نماذج جمة لهذه الحكم، فنعجب لتنبه أولئك الرجال إلى كل مناحي الحياة واستيعابهم لكل ما مر بهم من تجارب، ثم نقلهم لانطباعاتهم عن كل ما عايشوه وشاهدوه إلى الناس، وذلك من أجل أن تتم به الاستفادة على نطاق واسع.
هذا هو ما رأيناه، وقرأناه، ولاتزال الحكمة مما يُبحث عنه، والحكماء يتجددون إلى يومنا هذا. فلا نعدم رجلا يُفضي إلينا بحكمته، فنقرأ له، أو نسمع من ينقل عنه.
وليس بالضرورة أن ينطق بذلك، فإن الحكيم حكيم بسلوكه، وبتعامله مع غيره، وبحسب تصرُّفه، ومن أجل ذلك فإن محمد بن مكرم بن منظور صاحب كتاب لسان العرب كان يذكر في كتابه هذا الأمر فيقول:
«يقال: رجل حكيم، أي عدل، وأحكم الأمر، أتقنه، والحكيم هو المتقن للأمور. واستحكم الرجل: صار حكيما، وذلك بتناهيه عن كل ما يضرُّه في دينه ودنياه».
ومن أجل كل ذلك فإننا اخترنا الحديث عن الحكمة.
***
ومما ينبغي البدء بذكره هو أن الحكمة قد جاء ذكرها في عدد من الآيات القرآنية الكريمة، نورد هنا ما ذكرت فيه ضمن ثلاثة مواضع، وهي كما يلي:
1 - الآية رقم 129 من سورة البقرة، ونصها:
(ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة ويُزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم).
وقد جاءت هذه الآية ضمن الدعاء الذي دعا به سيدنا إبراهيم عليه السلام، في آيتين سابقتين لها، وذلك عندما كان يرفع قواعد البيت الحرام. وكانت الاستجابة الإلهية لهذه الدعوة هي بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد بذلك حديث شريف جاء فيه: «أنا دعوة إبراهيم» ضمن بيان منه صلى الله عليه وسلم.
أما الحكمة في الآية فقد وردت عنها أقوال منها:
- الحكمة هي العلم، والعمل به، ولا يكون الرجل حكيما حتى يجمعهما.
- كل كلمة وعظت الإنسان، أو دعته إلى مكرمة أو نهته عن قبيح فهي حكمة.
2 - والآية الثانية هي ذات الرقم 269، من سورة البقرة، ونصها:
(يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيرا كثيرا وما يَذَّكَّر إلا أولو الألباب).
ومما جاء في تفسير معاني الحكمة الواردة في هذه الآية: أنها: الإصابة في القول والعمل.
3 - والآية الثالثة هي التي وردت في سورة النحل، ورقمها 125 في قول الله تعالى:
(ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).
وفيها يبين الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم كيفية الدعوة إلى الإسلام. وكيف يُضيء لأمته السُّبُل إلى ما يرضاه الله عز وجل لعباده، فيطلب منه التعامل مع الخلق بالحكمة عن طريق الوعظ الحسن الذي يجمع القلوب حوله.
وكما ذكرنا آنفا، فإن هناك آيات أخرى قد ورد فيها ذكر الحكمة، وكلها تدل على أهمية تحلِّي المسلم بها، والاستفادة منها حينما يستمع إليها، كما تدل على وجوب الاقتداء بالأفاضل من ذوي الحكمة، ومحاولة الوصول إلى مستوى حكمتهم.
هذا وقد كان مرجعنا في تفسير هذه الآيات الكريمة هو كتاب: «معالم التنزيل. للعلامة الحسين بن مسعود البغوي».
>>
ولقد وردت حكم كثيرة في كتب الأدب العربي، دلَّت كلها على صفاء نفوس قائليها، وعلى ذكائهم، واهتمامهم بإبلاغ بنتائج فكرهم، ومردود تجاربهم وهذه مجموعة مما ورد عنهم، والتقطناه من مراجع متنوعة جاء فيها:
- البخيل حارس نعمته، وخازن ورثته، من لزم الطمع عدم الورع. إذا ذهب الحياء حل البلاء. علم لا ينفع كدواء لا ينجح.
- كلام المرء بيان فضله، وترجمان عقله، فاقصره على الجميل، واقتصر منه على القليل.
- من أمارات الخذلان معاداة الإخوان، الرفق مفتاح الرزق، ومن نظر في العواقب سلم من النوائب، ومن ضعفت آراؤه قويت أعداؤه.
- جرح الكلام أصحب من جرح الحسام، وصمت تسلم به خير من كلام تندم عليه.
- من فعل الخير اقتداء بغيره فهو حكيم.
وهناك أمثلة أخرى كثيرة في ثنايا الكتب، تهدف كلها إلى النصح عن طريق ذكر الحكم، وتتولى حفظها حتى لا تضيع مع مرور الأيام.
وهذا الذي قدمنا - كما هو ظاهر - ما جاء به النثر. أما ما جاء به الشعر من الحكم فكثيرة وقد ردد الناس الحكم الشعرية وتضمنتها دواوين الشعراء، وسطرتها الكتب الأدبية.
ومن ذلك:
- الحكمة التي أصدرها الشاعر الجاهلي الحكيم المثقب العبدي الذي كان يرجع إليه في زمانه عند طلب المشورة، يقول:
لا تقولن إذا ما لم ترد
أن تتم الوعد في شيء نعم
حسن قول نعم من بعد لا
وقبيح قول لا بعد نعم
إن لا بعد نعم فاحشة
فبلا فابدأ إذا خفت الندم
فإذا قلت نعم فاصبر لها
بنجاح القول، إن الخلف ذم
واعلم أن الذّم نقص للفتى
كل من لا يتق الذم يُذم
أكرم الجار وأرعى حقه
إن عرفان الفتى الحق كرم
أنا بيتي من معد في الذرى
ولي الهامة والفرع الأشم
لا تراني راتعا في مجلس
في لحوم الناس كالسبع الضرم
إن شر الناس من يبسم لي
حين يلقاني وإن غبت شتم
واسم المثقب العبدي هو عائذ بن محصن، وقد اختلــف في اسمه كثيرا، وكان جاهليا من شعراء منطقـــة البحرين الواقعة في الجزء الشمال الشرقي من جزيــــرة العرب، وكانت مساحتها واســعة تضم اليوم دولا وأجـــزاء من دول، وكــان قد أطــلق عليها الحسين بن أحمد الهمـداني اسم: البحريـــن العظمـــى، في كتابــــه: «صفة جزيرة العرب».
وقول عبدالله بن جعفر الطالبي المتوفى في سنة 580هـ (1184م):
إذا كنت في حاجة مرسلا
فأرسل حكيما ولا توصه
وإن بات أمر عليك التوى
فشاور لبيبا ولا تعصه
وإن ناصح منك يوما دنا
فلا تنأ عنه ولا تُقصه
وذا الحق لا تنتقص حقه
فإن القطيعة في نقصه
وقول أبي الأسود الدؤولي الشاعر اللغوي الحكيم المعاصر لولاية الإمام علي بن أبي طالب للخلافة:
فاترك مجاراة السفيه فإنها
ندم وعبء بعد ذاك وخيم
فإذا جريت مع السفيه كما جرى
فكلا كما في جريه مذموم
وإذا عتبت على السفيه ولمته
في مثل ما تأتي فأنت ظلوم
ومن أبياته هذه قوله:
لا تنه عن خُلُق وتأتي بمثله
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيِّها
فإذا انتهت عنه فأنت حيكم
فهناك يُقبل ما وعظت ويقتدى
بالعلم منك، وينفع التعليم
وأوصى الشاعر الحكيم عبدة بن الطبـــيب بنـــيه فقــال:
أبنيّ إني قد كبرت ورابني
بصري، وفيّ لمنظر مستمتع
أُوصيكم بتُقى الإله فإنه
يعطي الرغائب من يشاء ويمنع
ومنها قوله:
ودعوا الضغائن لا تكن من شأنكم
إن الضغائن للقرابة توضع
إن الحوادث يخترمن، وإنما
عُمر الفتى في أهله مستودع
يسعى ويجمع جاهدا مستهترا
جدا، وليس بآكل ما يجمع
>>
وكان في بلادنا (الكويت) حكيمان يقولان الشعر فيجيدان القول، حتى لقد وجدنا لهما عددا كبيرا من متابعي شعرهما، الحريصين على جمعه، وترديده في المجالس، والتمثل بما فيه من حكم، وهذان هما:
- الشاعر صقر الشبيب.
- الشاعر زيد الحرب.
أما صقر الشبيب فهو شاعر الفصحى، له ديوان كبير الحجم، جمع شعره أستاذنا أحمد البشر الرومي، وطبعته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري. وقد جاءت في مقدمات الديوان تفصيلات عن حياة هذا الشــاعر، وعن شعره، مع بيانه للفنون الشعرية التي اعتاد النظم حولها، ومنها شعر الحكمة، وهذا نموذج لما قاله في هذا الشأن:
في قصيدة عنوانها «يَضُرُّ النُّصح» تعبيـــر عن تقديــــمه النصح لقومه، وتلميح إلى أنه عـــندما وجد ازورارا عـن نصحه، وذما له عليه قال هذه القــصيدة التي كان مطلــــعها:
يضر النصح في هذا الزمان
فيا ليتني خُلقت بلا لسان
إذا ما قمت أنصح بين قومي
لقونـــــي بالأذيــــة والهـــوان
ومنها:
يرون بأنني قد جئت أمراً
به تخلو من الدين المغاني
فهل يقضي صحيح الدين أن لا
نكون من التخلف في أمان؟
إذن فالديـــــــــن إعــــــدام وإلا
فإن الدين للإعدام ثاني
يكاد اليأس يقعد بي ويقضي
لما منهم أراه على بياني
فأُعرض عن نصائحهم إلى أن
أسير من الحمام على حصان
ولكني أقول لعل قومي
جمودهم - وإن قد طال - فإني
وإن يعقُم بحاضرهم رجائي
ففي الآتي ستنتج لي الأماني
وأما الشاعر الثاني فهو زيد بن عبدالله الحرب، الذي أبدع كثيرا من القصائد النبطية، فتعلق الناس بها لجودة معانيها وحسن صياغتها.
توفي هذا الشاعر الكبير في اليوم الحادي والعشرين من شهر يوليو لسنة 1977م، وأصدرت كريمته الأستاذة غنيمة زيد الحرب ديوانه بعد أن جمعت شعره وأعدته للنشر، مع مقدمة ضافية، وقد طبع في أكثر من طبعة، فلها الشكر والتقدير مني ومن كل محبي والدها - رحمه الله. ونحن نختار هنا شيئا مما قاله في الحكمة في قصيدة له مطلعها:
بن حرب شاب وتاب عن بدع الأمثال
قلبه ضعيف القوافي صعيبه
ومنها:
أُوصيك عز النفس إن كنت رجَّال
النفس هي مفتاح خُبثك طيبه
وبالك اتطالع حاجة عند الانذال
يحيل دنها طويج لوهي جريبه
وبالك اترادد من إلا قال فعَّال
عزي لمنه صار شرعه طليبه
واحذر من المنام يا طيب الفال
اللي طعامه اعروض ربعه ابغيبه
يسعى مع العربان بوصاف دلال
هذا ايودِّي له وهذا يجيبه
وحذرا من الچذَّاب لا تدير له بال
حچي حچي لك فيه ما ينحچي به
إلى باقي القصيدة، وهي طويلة ضمت كثيرا من الحكم والنصائح، وذكر فيها الشاعر شيئا مما مر به خلال حياته من تجارب، خاصة في الرحلات البحرية الشاقة التي كان يقوم بها في شبابه، وكان قد قالها في سنة 1947م تقريبا.
>>
نحن الآن في ختام الحديث عن الحكمة، ويحسُن بنا أن نجمل ما وُصفت به من صفات، معتمدين في ذلك على ما مر بنا هنا، وهذه هو ما نهدف إليه:
- تكمن الحكمة في القدرة على التعبير الواضح.
- وفي الأناة، بالاستماع الجيد والرد الجيد.
- الفهم والإدراك.
- الحرص على العلم بالأشياء التي هي موضوع الحديث، فلا يتحدث بما لا يعرف.
- الإحاطة بأمور الحياة، والاستفادة من التجارب بقدر الإمكان.
- معرفة أساليب مخاطبة الناس.
- أن يكون المتحدث قادرا على إيصال كامل الموضوع يقدمه لمستمعيه بحيث يتقبلون أقواله، ويثقون به.
- عدم الاسترسال في الحديث بما يزيد على الحاجة.
- ألا يعمد المتحدث إلى فرض آرائه على أحد، وألا يجادل بما يزيد على الإيضاح.
هذا.. وليس المقصود مما تقدم أن يكون دعوة للناس حتى يتحولوا إلى حكماء. ولكنه دعوة للاستماع إلى صورة الحكمة التي كنا قد استمعنا إليها قديما، ثم تجدد السماع في سنة 1964م، عندما وقف أمير الكويت - آنذاك - المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح في مجلس الأمة لكي يُنبِّه إلى ضرورة التفاهم، والتعاون، وحل المشكلات عن طريق تبادل الآراء، لا عن طريق الهيجان، ولا الإتيان من الأقوال والأفعال بما يفرق الصفوف، ويملأ الناس يأسا من العمل النيابي بأكمله، على الرغم من أن أهل الكويت جميعا يؤمنون بضرورته، وحتمية استمراره على النهج الذي بدأ به أول ما بدأ.
هذا الصوت الذي نشير إليه هو ما ردده الشيخ، آنذاك وكان بيتا من الشعر قاله في زمان مضى شاعر عربي عريق هو الأفوه الأودي وهو:
تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
وإن تولت فبالأشرار تنقاد
والأفوه الأودي، شاعر جاهلي، اسمه صلاءه بن عمر بن مالك بن أود من مذحج وهي قبيلة يمانية، ولقب بالأفوه لأنه كان غليظ الشفتين ظاهر الأسنان، وكان سيدا لقومه، حكيما شاعرا له سمعة طيبة بينهم، وله مكانة بين الحكماء والشعراء، وقد قال هذا البيت ضمن قصيدة يوصي بها قومه، ومنها قوله:
والبيت لا يُبتنى إلا له عمد
ولا عماد إذا لم تُرس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة
وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
وإن تجمع أقوام ذوو حسب
اصطاد أمرهم بالرشد مصطاد
لا يصالح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جُهالهم سادوا
تُهدى الأمور بأهل الرشد ما صلحت
فإن تولوا فبالأشرار تنقاد
إذا تولى سراة القوم أمرهم
نما على ذاك أمر القوم فازدادوا
وكان إلقاء الشيخ عبدالله السالم لهذا البيت في المجلس في جلسة عقدت بتاريخ السابع من شهر أكتوبر لسنة 1964م، وقد ألقاه عندما نهض قائما مغادرا المنصة، قاصدا النصح لأبنائه الأعضاء، وللشعب كله بضرورة العودة إلى العقل والابتعاد عن الطيش، ونبذ الفوضى، وإبعاد الأشرار، حتى تهدأ الأمور، وتسير البلاد في طريق التقدم دون عوائق.
ولقد استجاب أعضاء مجلس الأمة - آنذاك - للنصح، وهدأت الأمور، وبدأت بين الحكومة والأعضاء علاقات طيبة لا تشوبها شائبة، ويحكمها حب الوطن، والبحث عن مصالحه، ومصالح أهله.
ولكننا الآن وللأسف الشديد وصلنا إلى زمن لا يستمع فيه أحد إلى صوت الحكمة، ولا إلى النصح، ولا ينظر إلى أبعد مما هو تحت قدميه، ولذا فقد هانت على هؤلاء مصلحة البلاد، واحتار الناس فيهم حيرة شديدة.
فهل يأتي اليوم الذي يعود فيه الرشد إلى قومنا، ليستمعوا من جديد إلى أصوات أبناء وطنهم الذين ينادونهم - دائما - طالبين منهم الاستماع إلى نداء الحكمة، والعودة إلى الهدوء، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، التي صارت تقود بعضهم إلى ما لا يرضى به أحد.
هذا أمل نرجو أن يتحقق.