يا دار حصة في الكويت تكلّمي
ودعي السكوتَ فما به من مغْنَمِ
قولي لصاحبة المكان تَمَهَّلي
وبما أردت من الأمور تَحكَّمي
وقفي وراء الباب وقفة حالمٍ
ينوي خروجا فاق كلَّ مُحَرَّمِ
الكلُّ باق كالسجين بدارِهِ
وَاهاً له من يائس مُستَسلمِ
والشرطة اصطفوا بكامل جِدّهم
يترقبون خروج كل مذمَّمِ
قرّي ببيتكِ لا فكاك فإننا
في عهد هذا الجائح المتحكّمِ
وتفرغي للطبخ فهو وسيلة
مضمونة تنسيك كل توهُّمِ
وامضي على أمل النجاة فإنّه
حبل يقيك فصابري لا تسأَمي
إن «الكرونا» قد غزتنا عنوَةً
ورنَتْ لنا بتهكّمٍ وتجهُّمِ
ولها على أرض الكويت مواقعٌ
عُدَّت فكانت نحو ألف مخيَّمِ
صعب على الأبطال كبح جماحِها
لا عنتر العبسي ولا من ينتمي
يا ربَّةَ البيت الذي جاءت له
هذي القصيدة نحو قصدك اقدمي
قولي لعبلة ما لعنتر واجماً
وهو الذي في الحرب شبهُ الضّيغَمِ
إن كان موقعه بعيداً فاعمدي
يا عبل للموبايل ثم ترنَّمي
قولي له أقبل فإنك فارس
تجري بطولتك الشهيرة في الدمِ
لكنه يخشى «الكرونا» مثلنا
يُصغي إلى ما قلت دونَ تَقدّمِ
كلٌّ يخاف الموت حتى عنترٌ
ولّى على عَجَلٍ ولم يتكلّمِ
هذا أوان البيت نمكث دائماً
فيه على مضض بأنفٍ مرغمِ
فابقي مكانك لا خروج وحاذري
إن الخروج اليوم أكبرُ مَغرَمِ
إن كان يغريك الخروج فإنه
مرُّ التّذوقِ كاحتساء العلقمِ
* * *
يا حصة استمعي لنصحي إنه
قد جاء عن صِدقٍ وطولِ تألّمِ
قولي قبلت وسوف أبقى هَهنا
في البيت في قُفَّازتيَ وتَلَثّمي