يعقوب اليوسفي
يقال انه اذا عرف الداء عرف له الدواء، ونحن في الكويت نعرف الداء ولا نصف له الدواء مع انه بين ايدينا، فعندما يطالب البعض او الكثير من المسؤولين بتنفيذ القوانين لماذا لا تنفذ هذه القوانين عليهم هم اولا فمشكلة الكويت تقع في مربع واحد وهو مربع الوكلاء والوكلاء المساعدين ورؤساء الهيئات والمؤسسات العامة، فهؤلاء هم المسؤولون عن عدم اعداد خطة للعمل مثلا، وهم المسؤولون كذلك عن الرسوب الوظيفي والتضخم، وهم المسؤولون عن عدم التطور في الوزارات والهيئات والمؤسسات وهم المسؤولون عن العمالة الزائدة التي تهدد استقرار البلد بأسره، ومشكلة السكن والكهرباء والماء والغلاء وندرة الوظائف وسوء الخدمات او بمعنى آخر عن كل شؤون البلد، ومع هذا كله فمنهم من هو جالس على نفس الكرسي لاكثر من عشر أو عشرين سنة دون ان يتحرك او حتى يأخذ الحق من نفسه ويرحل، لدرجة ان بعضهم لو ترك سيارته بدون سائق فإنها ستأخذه الى مقر عمله، ومجلس الوزراء هو السبب الرئيسي في هذه المشكلة فهو يجدد لهم كل اربع سنوات لمجرد ان كتاب اعادة التجديد لأحد المسؤولين وضع على جدول الاعمال دون النظر الى ما فعله او انجزه او طوره وبعضهم طبعا «خشمك اذنك» وهكذا يجلس الواحد منهم على هذا الكرسي الذهبي حتى يتوفاه الله.
فالى متى هذا الحال وهل هؤلاء المسؤولون بهذه القوة حتى لا يستطيع احد ان يزحزهم من كراسيهم ونحن جميعا نعرف انهم هم سبب كل مشاكل هذا البلد.
يجب ان تكون لنا الجرأة الكافية لتنفيذ قانون السنوات الاربع والمطبق في بعض البلاد حتى على رؤساء الدولة. ثم لماذا يتحمل الوزير القادم أو الجديد وزر هؤلاء وتراكمات سيئاتهم الخاطئة في ادارة شؤون العمل لعدد كبير من السنوات. يجب ان ننهي شهر العسل مع هؤلاء وان تكون لدينا القدرة والعزم على تغيير كل من زادت فترة بقائه على السنوات الاربع ولن تكون نهاية العالم وبالعكس فسوف نرى سياسات جديدة وافكارا متطورة وتقدما وازدهارا، الا هل بلغت اللهم فاشهد.