يعقوب اليوسفي
تعتبر فرنسا دولة الحريات كما هو معروف، فالمواطن الفرنسي او المقيم او المهاجر او السائح يستطيع ان يعيش او يفعل ما يشاء ما دام انه لم يخالف القوانين وهذا شيء جميل تتمنى الكثير من الشعوب ان تتمتع به، لكن عكر صفو ذلك القرار الاخير للرئيس الفرنسي ساركوزي والذي طالب فيه المقيمين واللاجئين وفرنسيي الجنسية من المسلمين في فرنسا بعدم مخالفة القانون بارتداء النساء غطاء الوجه، وحيث ان المسلمين هم فقط من بين شعوب العالم من يرتدون ذلك النقاب بهدف او بنهج ديني فإنه واضح ان القرار الفرنسي موجه مباشرة الى المسلمين في فرنسا، وهنا يجب ان نوجه عناية من لا يعلم ان الاسلام لم يسن النقاب الا في حالات قليلة جدا مثل الفتنة (أي فتنة الوجه – أو الخوف من انواع الفتن الاخرى) والدليل انه ليس مطلوبا في جميع مراحل الحج (هذا لعلم غير المسلمين) اما بالنسبة لقرار الرئيس الفرنسي وهو طبعا حر في قراراته لشعبه ودولته (بلد الحريات) فإننا نرى ان القرار كان يجب ان يشمل عدم وجود مظاهر العري المتفشية في فرنسا وغيرها ايضا لانها وبكل بساطة تتسبب في نفس الاسباب من الفتنة ولكن من الجانب المعاكس وايضا فإن الدين المسيحي وهو دين دولة فرنسا لا يبيح العري بالشكل الموجود والذي لم يصدر لمنعه اي قرار طوال تلك المدة وهو يزداد يوما بعد يوم.
والقرار الفرنسي لا يستطيع ان يمنع الحجاب في الكنائس الفرنسية وغيرها لانها وبكل بساطة فقد سنت من مصدر واحد وهو مصدر الاديان السماوية الله جل جلاله فلماذا هذا التحيز ولماذا هذا التفرد وهل بدأت فرنسا بالتخلي عن الريادة في كونها بلد الحريات؟! اما اذا كان سبب هذا القرار رفع الظلم عن بعض النساء واللاتي يلزمهن ازواجهن بارتداء النقاب وكان هذا الضرر بالغا فيمكنهن اللجوء الى القضاء الفرنسي او غير الفرنسي، اما من باب الضرر او من باب وأد الحريات والتدخل في شؤون الناس الداخلية في بلد الحريات.
السؤال: هل سوف يلتزم النساء المنقبات بالمنع الفرنسي ويفضلن الالتزام بالقانون ام سيكون الموضوع مادة دسمة لوسائل الاعلام في فرنسا وغيرها؟