قبل ثلاثة عقود تقريبا وفي بيت العالم أجمع إن جاز التعبير هو مقر الأمم المتحدة بنيويورك المدينة الأكثر شهرة في الولايات المتحدة الأميركية والعالم بأكمله وقف ممثلو العالم ومساعدوهم وكل مخلوق كان بالقاعة لفترة قياسية سجلها التاريخ بصفاء ناصع لأول مرة إكراما وإجلالا لشخص أمير القلوب المغفور له بإذن الله سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت السابق طيب الله ثراه وللكويت الجريحة في تلك الأيام وإن دل ذلك على شيء فإنه بالحقيقة يدل على التقدير العظيم وللمكانة الرفيعة التي كان يشغلها سموه في قلوبهم ونفوسهم من أثر ما رسمه من صورة ذهنية في وجدانهم، مستذكرين دور الكويت الجليل الإنساني الداعم للنهوض والعلو الصادق كي يتم اجتثاث الفقر من خلال الهبات السخية والمساعدات الجلية وإسقاط القروض المليارية للمتعثرين من الدول النامية، وكذلك فتح أبواب الدولة على مصراعيها ترحيبا بجميع الباحثين عن الرزق من كل الفئات والأجناس والقادمين بقاع الأرض دون قيود أو شروط إلا اتباع القانون وضمان الالتزام بالسلوك الحسن واحترام القيم الاجتماعية بالدولة.
لا أعلم ولكنني بقدرة قادر استذكرت ذلك بالأمس القريب، ما أشبه الأمس باليوم وكأن المنظر يتكرر ونفس المشهد والشعور من الرسميين والمدنيين من مختلف فئات الجماهير بكويتنا الحبيبة وبالتحديد ببيت الشعب قاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة الكويتي عندما هل صاحب الابتسامة الدائمة بإذن الله أمير الإنسانية ومنارة الحكمة وشيخ الديبلوماسية لتشريفه افتتاح دور الانعقاد الرابع عشر صاحب الأيادي المبسوطة البيضاء وحامل القلب الحنون وضياء المحروم لم نفاجأ عندما وقف له جميع الحاضرين ومرفوعي الأيدي أثناء التصفيق والتي لم تستطع أن تتوقف بل استمرت فسرت القلوب بطلعته وعلت الأذرع، سائلة المولى الكريم بدوام الصحة والشفاء والعمر المديد لسموه حفظه الله ورعاه.
وكأن الأكف تتلاطم مع دعواتهم له ليؤدي دوره الأبوي في استكمال مهمته لرفع مستوى الإنسانية والقيام بواجبه السياسي لإصلاح الصدع لجسر الإخوة أينما وقع بشكل عام والخليجي بشكل خاص حيث إنه الكيان المتبقي من آثار الوحدة العربية والإسلامية التي عانت وما زالت تشكو من انشقاق يزداد شدة يوما بعد آخر، علما أنه كان ومازال المثال العربي الخليجي الذي ينظر له العالم الغربي والشرقي أيضا بكل الاحترام والتقدير.
[email protected]