إن اتخاذ أي قرار لتقرير مصير ليس له إلا ثلاث نتائج رئيسة محتملة، إما الأقرب للصواب فالكمال لله وحده وتكون ثمرته الانماء وهو بالتالي سيكون إيجابيا على الأفراد والبيئة التي يخصها، او الخطأ وسيجلب الخذلان وله اثار سيئة وقد لا تحمد عقباه، والأخير يكون باردا الى درجة ما تحت الصفر أي أنه لا يسمن ولا يغني من جوع، فسوف تتقوقع البيئة وتسبت الأحياء بنوم عميق او انحراف جارف بالسلوك ومنها سيكون اثره سيئا على الأحوال فكما يقال (كأنك يا بوزيد ما غزيت).
في كل الحالات هناك دائما بصيص أمل قد لا نراه في وقتنا الحاضر ولكن النفس المتفائلة لا يضيرها ان تبحث عنه «ومن يتق الله يجعل له مخرجا». فاللحاق بالقطار افضل من انتظاره.
كنت ومازلت اكره أسلوب المستعجلين في أخذ القرارات وأشد كرها للارتداد عنه بوقت اسرع من البداية بسبب عدم تحملهم الصدمة الأولى فإنهم لا يدركون مكمن القوي في تلك الأثناء ظنا منهم بزوال المشكلة بذلك وهذا غير صحيح أبدا.
وكنت أنتقد من لا يتأنى بصياغة قراره بحرص مستجيبا للضغوط الخاصة وأهواء السفهاء ولا يعلم ان صداع الرأس ينتج من أنحاء مختلفة بالجسم او النفس وليست من الدماغ وحده.
لقد خالطت الكثير من الحكماء واستنتجت الكثير من الدروس المستفادة. يقول احد العقلاء انتظر واصبر لساعات تقضيها بالتفكير لتمكن نفسك ومن حولك من الهناء والراحة اياما طويلة بل سنينا عديدة، ان مرحلة التفكير والتأني في أخذ القرار خطوة في غاية الأهمية سواء لرب الأسرة او رب العمل.
ما سمعته في الآونة الأخيرة من مناقشات واحاديث والتي كانت تدور بالدواوين او بالاماكن العامة فيما يتعلق بفتح تراخيص المركبات المتنقلة وعلى سبيل المثال وليس الحصر البقالات المتنقلة او المشاريع الصغيرة او الحرة للأفراد وفتح الباب لها على مصراعيه وكذلك سحب رخص الصيدليات من الجمعيات التعاونية والتي يستفيد منها جميع المواطنين وبالأخص كبار السن والمعاقين، لا شك انه وبرأيي والكثيرين من المجتمع الكويتي لم يصيبا كبد القضيتين المطلوبتين علما بأنني في هذا المجال لا ناقة لي ولا جمل بقدر ما لهما من اثار.
فكثيرون هم المستفيدون الحقيقون وانه كان من الأجدر وقبل إصدار القرارات ومهما كان مستواها يجب ان تصاغ بشكل سليم من قبل أهل الخبرة وذوي العلاقة بالأمر وان ينظر الى الماضي المتعلق بالموضوع وتاريخ التغيير او العمل حتى تكون الرؤية واضحة وحتى تتناسب مع الأهداف المنشودة ايضا.
ويمكن إيجازها بالآتي:
1- استشارة أصحاب الخبرة والرأي السديد والصادقين والذين يمثل قولهم عمود ارتكاز.
2- تحديد الهدف السليم لماذا وكيف ومتى وقواعد استمرارالقرار.
3- وضع بالحسبان التصور المشتمل على الإيجابيات والسلبيات والشفافية مع إعلانها ونشرها لجميع المشاركين في تنفيذه والمستفيد منه هو الوعاء النقي لانتشار القرار.
4- هناك طرق وأساليب كثيرة لاختبار وفحص القرارات بتجربتها وقياسها قبل ان يتم تطبيقها الفعلي.
5- استشفاف آراء المتأثرين بالقرار والاستفادة من دعم الؤيدين له وتوضيح الأمر للمعارضين الصادقين بحيث يتم احترام آرائهم ومن ثم إقناعهم بالأسباب المنطقية وإلا تبنى رأيهم ان كان اقرب للصواب والا تأخذنا العزة بالإثم اقتداء بهذا البيت:
فلم يبن مجد على فرقة
ولن يرتفع باختلاف علم
[email protected]