في كل يوم تتبدل أحوالنا في لمح البصر.. يتبدل كل حال..
من فيضانات وقتل وآخرها «الزلزال» الذي التف جميع العالم حوله..
هل كان أحد يتخيل ان أحدهم ينام فوق فراشه ويصحو تحت الركام؟
بلاد تكون في الصباح مخضرة مبنية، وفي صباح اليوم التالي تصبح رمادا كأنها لم تخلق من قبل!
مشهد الأطفال والرجال والنساء وكبار السن.. بين متألم وخائف وميت..
الآن عرفنا وأيقنا معنى حديث النبي ﷺ: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، وايقنا دعاءه حينما كان يقول: اللهم إنا نعوذ بك من تحول عافيتك وفجاءة نقمك وجميع سخطك!
فهذه النعم التي نعيشها ليست الا بفضل الله ورحمته.. فلنحسن شكرها باستعمالها بكل ما يقربنا إليه، ولا نكون ممن يجاهر بالمعاصي ويعين من يجاهر بها، فجميعنا نعلم في كل مصيبة تصيبنا في نفوسنا يلقي الله إلينا:
أن هذه المصيبة ليست الا من ايدينا وذنوبنا.. وما إن يصرف عنا الا ونرجع بأشد المعاصي عما كنا..
ولا تكونوا مثل بعض الجهلاء الذين كلما حدث أمر أوهم لهم الشيطان بأنه أمر طبيعي ويربطونه بالكون والجيولوجيا ويوهمون أنفسهم بأنه أمر طبيعي حدوثه.. فهو من الله وبقدر الله.
وفي مثل هذه الظروف يجب علينا جميعا ان نقف صفا واحدا ونعاون غيرنا ونساعدهم، إذ قال ﷺ: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه». وقال ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وفي الأحوال التي يعيشها المستضعفون ممن ابتلاهم الله بالزلازل علينا ان نقدم لهم المساعدة فكل على حسب مقدرته.. وأجمع العلماء انه حتى الزكاة تجوز ان تخرجها بمثل هذه الظروف للمحتاجين وان لم يحن وقتها، والا نجعل للشيطان علينا نصيبا بأن يستحوذ علينا.. وان هذه الاموال لن تصل لهم.. فعند الله لا يضيع اجر المحسنين.
قال سبحانه وتعالى: «الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم».
.. فكلما تكون في حاجة الناس تجد الله في حاجتك، وكلما تفعل لخلقه كان كرم الله اكبر، ولن تنفق مالا الا ويخلفه الله عليك ويبارك فيه ويصرف عنك المساوئ والشرور!
[email protected]